ارتفاع أسعار الملابس .. كابوس يفسد فرحة العيد بعدن تقرير

الخميس 7 يونيو 2018 22:14:00
ارتفاع أسعار الملابس .. كابوس يفسد فرحة العيد بعدن " تقرير"

صورة من احد اسواق عدن - المشهد العربي

عدن - المشهد العربي - تقرير خاص

قبل أن يستفيق المواطن بالعاصمة عدن والمحافظات المحررة من صدمة أسعار السلع الغذائية التي تأججت منذ دخول شهر رمضان الكريم، فوجئ بصدمة أخرى أشد فتكا حيث اشتعل فتيل أسعار ملابس العيد التي باشرت في اقتنائها العائلات هذه الأيام.


و تشهد محلات بيع الألبسة بالعاصمة عدن منذ أيام إقبالا كبيرا من طرف الزبائن الذين تبدأ معهم رحلة البحث عن ما يناسب أطفالهم من ملابس , عقب الإفطار , وإلى غاية وقت السحور .


ثياب من كل الأشكال تغص بها الشوارع .. و زحمة مرور, مشهد بات يتكرر كل عام مع قرب الأعياد, ولكن اليوم ومع الإرتفاع الملحوظ في أسعار الملابس الجديدة , وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة للمواطنين بعدن , وفي عموم البلاد , اضطر البعض تحويل الوجهة إلى أسواق البضائع المعروضة , رغم رداءة صناعتها , وما طالها من ارتفاع في الأسعار ايضا , لكنها تبقى أرحم من أسعار محال الماركات العالمية , على حد اعتقادهم .


ويشير أصحاب البسطات ، والبضائع المعروضة على الأرصفة , أن المنتج الصيني رغم أنه لا يدوم كثيرا و نوعية رديئة ولكن حسب أقوالهم هو الأنسب بالنسبة للأطفال حيث أن جسم الطفل ينمو سريعا ولذا إذا اشتريت له قطعة بنحو 3000 الاف ريال فقط لا تمكث لديه أكثر من 6 أشهر .


مافيش مجال ... شليت حطيت
تجولت ام محمد ، وهي ربة بيت ، في العقد الرابع من عمرها, في شوارع مدينة الشيخ عثمان ، أملًا في شراء ملابس العيد لطفلها ( منير ) ذي الـ 6 السنوات من العمر ، والذي رافقها رحلتها في التسوق , لكنها وبعد جولة طويلة، وجدت الأمر محير على عكس توقعاتها .

تقول ام محمد ، التي التقاها المشهد العربي على متن حافلة نقل ركاب ، اثناء عودتها الى مدينة المعلا , إنها وجدت أقل قطعة ملابس، يتعدى ثمنها الـ 4000 ريال ، " الأسعار تبدأ من 4000 ريال وفوق ، ومافيش مجال للشراء لأن أصحاب المعارض يختصروا المسألة بوضع سعر مرتفع ويقولون لك هذا السعر شليت .. حطيت "، أي هذا سعر الثوب أما أن تشتريها بهذا السعر واما أن تتركها في المحل وترحل , وفقا لقولها.


وبحسب ام محمد فإن أسعار الملابس أصبحت مبالغ فيها بشكل كبير، حيث لا ترى أي مبرر لهذه الزيادة , سوى اقتراب العيد , وجشع التجار , وغياب الحكومة , في وقت يضطر فيه الكثيرون إلى شراء ملابس جديدة .


وتضرب ام محمد مثالا على الارتفاع غير المبرر، أنها اشترت " ثياب " قبل نحو شهرين لطفلها بمبلغ 4000 ريال ، والآن وجدتها تباع بـ 7000 ريال .


البزة العسكرية والانضباط بالدوام صبيحة العيد الحل الأمثل :

ارتفاع اسعار الملابس بعدن اصبح حديث الشارع , وعلى متن الحافلة نفسها يشاركنا الحديث شاب اخر بقوله : " انا قررت ما عاد اشتري ثياب بالخالص .. هذا جنان " .

ويضيف الشاب هيثم وهو احد منتسبي الأمن بأنه كان ينوي شراء طقم كامل من الثياب " بـ 10000 ريال ، ويقول بأن هذا المبلغ اصبح قيمة قطعة واحدة , ( البنطلون ) ، فقرر العودة دون شراء , مكتفيا بلبس بزته العسكرية , والالتزام بالدوام العسكري صبيحة العيد كحل وحيد لاشغال نفسه .


وبحسب مراقبين فقد ارتفعت اسعار الملابس بالعاصمة عدن , منذ مطلع رمضان الجاري , بنسبة 60 – 90 % , عن الشهرين الماضيين .


ويقول محمد باحشوان بمنشور على صفحته بفيس بوك , أن شقيقته اشترت ثوبا بمبلغ ( 6000 ) ريال من مدينة الشيخ عثمان وهو ليس بالأفضل , وعادت الى البيت وهي غير راضية , ولا مقتنعة بالثوب , مقارنة بالسعر , مشيرا ان شقيقته ذهبت برفقة صديقاتها الى سوق مدينة كريتر لتجد نفس الثوب بسعر اكثر من ثلاثة اضعاف السعر الذي اخذت به الثوب قبل أيام .

الأسعار .. حرمت الأطفال من النظرة الشرعية للثياب

" آخر مرة تخرج معي السوق " بهذه الكلمات تؤنب "احدى الأمهات " طفلها بعد جولة تسوق في اسواق كريتر , وتضيف وهي تهمس في اذن طفلها .. عيب تحرجنا قدام الناس .. انت عارف ان ابوك جاب لنا فلوس قليل ما تكفيش قيمة بنطلون وانت جالس ماما خذي لي هذا .. ماما هذا اعجبني .. وصاحب المحال يقول لك السعر كثير .. لتختتم حديثها لطفلها بالقول "أنا ماليش دخل بكرة تخرج انت وابوك واتصرفوا , يكفي وجع قلب ماعاد لي نفس اخرج السوق" .


الثياب لمن استطاع اليه سبيلا .. أهم شيء الأولاد ..

"ما عاد افكر بنفسي يا ابني ، وأهم حاجة اشتري للأولاد " فرحة العيد بالنسبة لهم في اللبس الجديد، وأنا عودتهم على مستوى معين " بهذه الكلمات يجيبنا التربوي اسامة القاضي في إشارة انه صار يفكر بطريقة اسعاد اولاده وليس اسعاد نفسه .. مضيفا ان راتبه الشهري لم يعد كافيا لشراء ملابس 4 من اولاده ناهيك عن حاجيات الأسرة من التغذية , وملابس النساء , والمواصلات , والماء , والكهرباء , وغيرها مشيرا ان الملابس اصبحت لمن استطاع اليه سبيلا .

لا علاقة لارتفاع الاسعار باقتراب العيد

يقول منصور الدبعي , وهو مالك معرض للثياب ان هذه الزيادة في أسعار الملابس ليس لها علاقة باقتراب العيد، ولكن المواطنون شعروا بها عند الشراء قبل العيد .


وأرجع الدبعي أن السبب وراء ارتفاع الأسعار، هو ارتفاع اسعار العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني .


اتفاق خفي بين الحكومة والتجار على انهاك المواطنين :

بينما خرجت احدى النساء التي كانت برفقة طفلتيها أمام أحد المحال التجارية الكبيرة لتقول : “ان شاء الله بتحترق هذه التياب بصاحبها لأنهم يتلذذوا بجعجعة المواطن المسكين " قاطعتها بالقول " ايش دخل التاجر المسكين يا والدة .. قالت لا تصدقش الجميع مشاركين ببهذلتنا وخاصة نحن بعدن .. الحكومة اللي جالسين برع رحلات سياحية من دولة بدولة والتجار اللي جالسين يحتكرونا هنا .. ولا حد بيقدر يشتري ثياب غير "الحرامية" ذونا وحكومتهم السرق .. لكن حسبنا الله عليهم ربك يمهل ولا يهمل .


انخفاض الأسعار تدريجيا بالاتجاه شمالا :

وأكد سكان محليون في محافظات غير عدن بأن أسعار الملابس تنخفض تدريجيا كلما اتجهت باتجاه العاصمة صنعاء ما يبدو أن هناك أطرافا سياسية بات تتحكم في كل ما يتصل بمعيشة المواطنين ابتداء بحرب الخدمات من ماء وكهرباء ومواد غذائية والمشتقات النفطية وقطع للمرتبات وصولا الى احداث زعزعة الأمن والاستقرار ومياه المجاري لينتهي بهم المطاف في التحكم برفع اسعار الملابس .

ابراهيم الشعيبي تحدث للمشهد العربي بالقول : سلام الله على أسعار الضالع .. في اشارة منه ان الاسعار في اسواق الضالع اقل بكثير من الأسعار بعدن .. وكلما تجهت باتجاه صنعاء سيكون اقل بكثير مقارنة بأسعار عدن .

ومع كل ذلك تبقى المسؤلية الأولى على الحكومة الشرعية التي اثبتت فشلها في ادارة المناطق المحررة و ضبط أي من أسعار المواد في السوق ابتداء بالمواد الغذائية والمشتقات النفطية والأدوية والملابس .. جراء غياب اجهزتها الرقابية وغياب ضمائر معظم التجار بعدن .


وطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي الحكومة الشرعية بضرورة تحمل مسؤوليتها تجاه المواطنين في عدن والمحافظات المحررة وتفعيل اجهزتها الرقابية لضبط المتلاعبين بالأسعار .