حوارات لندن وجنيف

تتواتر الأنباء عن لقاء برعاية المبعوث جريفث سيعقد اليوم 7 أغسطس في لندن يحضره نخبة اختارهم من الجنوبيين والشماليين .. ويوجد بينهم أسماء جنوبية مميزة.. ولاحقا بعد شهر في 6 سبتمبر في لندن سيكون هناك مفاوضات رسمية (يبدو يريدها المبعوث بين الشرعية والحوثي).
ولهذا فيما يخص اللقاءان اللذان ستحضرهما عدة أطراف فهنا بعض الأفكار الأولية نأمل أن يأخذها المتحاورون بعين الاعتبار إذا كان هناك جدية لانهاء الحرب فيما يسمى حاليا الجمهورية اليمنية :
1) هناك شعبان (جنوبي وشمالي حسب عام 1990) ومحاولة الوحدة أكثر من 28 سنة أثبتت أنهما شعبان بثقافتين مختلفتين تماما.
2) الجنوب شعب تغلب عليه (90 ‎%‎ ) الثقافة المدنية ومن الصعب أن يعيش خارج وجود الدولة ومحاولة زرع ثقافة القبيلة أو الطائفة في داخله، ستفشل.
3) الشمال شعب لم يعرف الدولة بمعناها المدني ويغلب عليه (90 ‎%‎ ) ثقافة طابع القبيلة والطائفة ووجدنا أنه من الصعب عليه تماما العيش في إطار الدولة المدنية.
4) لهذا فالوحدة فشلت لأن أساس تعايش الشعبين مفقودة في جذور تعايشهما وثقافتهما.
5) لهذا فإن أي شكل لوحدة بينهما (6 أقاليم، إقليمين، كونفدرالية) هو أمر محكوم بالفشل مقدما، ومحاولة فرض أي شكل وحدوي سيكون معناه فقط (تعمد) بقاء الشعبين في حروب مستمرة طويلة.
6) لهذا فالحل هو مناقشة كيفية استعادة دولتين ثم مساعدة هاتين الدولتين في بناء مؤسساتهما حسب ثقافة كل منهما.
7) لهذا نرى أن دخول أي نقاشات في أمور (إجرائية) لتشويش الوضع (مثل الحديث عن اجراءات وقف الحرب وتفاصيلها) بدون النظر في جذر المشكلة المتراكمة منذ أكثر من 25 سنة سيكون بمثابة نقاش بيزنطي لا فائدة منه سيحاول فقط اخفاء الحقائق التي هي ناتجة عن المشكلة الأساسية.
8) إن مانخشاه أن هناك أطراف داخلية وخارجية ستذهب للبحث عن (ممثلين) لها في نقاشات (لندن 7 أغسطس وجنيف 6 سبتمبر) للحصول على مكاسب آنية ستطيل من معاناة الشعبين في الشمال والجنوب وتطيل معاناة الحرب. ولهذا فإننا نرى أن الحل يكمن فقط في حل جذر المشكلة وهي قيام دولتين مستقلتين أولا ثم بعد استكمال مؤسساتهما بشكل مناسب، فليتحدث معهما الداخل والخارج (كل دولة على حدة) حول مايسمى في السياسة الدولية (المصالح المشتركة) وليس مصلحة طرف أو أطراف على حساب أبناء الشعب المعني.
إننا أمام حرب مكنت الحوثي وايران من الشمال ومزقت الجنوب فليقف الشرفاء بشجاعة لاستعادة الحق للشعبين وايقاف نزيف الحياة.