إخوان اليمن.. تاريخ من الانتهازية السياسية انتهى بالتحالف مع الحوثيين

الجمعة 10 أغسطس 2018 11:25:25
إخوان اليمن.. تاريخ من الانتهازية السياسية انتهى بالتحالف مع الحوثيين
خاص:
على مر التاريخ دفعت الانتهازية جماعة الإخوان المسلمين (فرع اليمن) لعمل تحالفات ظلت تتأرجح يمينا ويساراً سواء مع الأعداء أو الحلفاء، من أجل تحيّن الفرص أينما وجدت من أجل مصالحهم الضيقة.
 
ومنذ ظهور الإخوان للعلن في بداية التسعينات من القرن الماضي من خلال تأسيس حزب الإصلاح في اليمن والذي يسير على دربهم من خلال التلون والمتاجرة السياسية، ظلت جماعة الإخوان تتغلغل وتتوسع في أوساط المجتمع المدني اليمن عبر أنشطتها الدعوية من أجل عمل حاضنة شعبية لها، وذلك لانتظار الفرصة المناسبة للقفز وركوب الموجة مع الانقلابات العسكرية آنذك.
 
ومع بداية حكم الرئيس الراحل على عبدالله صالح نهاية السبعينات، استمال صالح الجماعة من أجل ترسيخ ركائز نظامه، وظلوا في كنفه حتى انتخابات 93 والتي حصلوا بعدها على وزارات سيادية ومناصب في الجيش لقبيلة الأحمر. لكن سرعان ما انقلبت الجماعة على صالح وتحالفت مع أعداء الأمس من خلال تشكيل ائتلاف حزبي مع الاشتراكيين واليساريين من أجل معارضة الرئيس اليمني آنذاك.
 
واستغل الإصلاح ضمن إطار اللقاء المشترك في دكة المعارضة حتى بدأت رياح “الربيع العربي” تعصف باليمن ومالت رياح الإخوان صوب دعم ثورة التغيير لتذكي الشارع اليمني بالخروج في تظاهرات عارمة تطالب برحيل علي علي عبدالله صالح ثم ركبوا موجتها.
 
وبعد المبادرة الخليجية وخروج صالح من الحكم، انقض الإخوان على زمام السلطة في اليمن ورسخوا مكانتهم من خلال تجنيد الآلاف من عناصرهم في أركان الدولة وفرض أنفسهم بوضع اليد كقوة على الأرض.
 
ومع انقلاب الحوثيين على الشرعية في اليمن عام 2014، ورغم قوة الإخوان العسكرية كانت المواقع العسكرية التي يسيطر عليها قياديون من الإخوان تسقط بيد الانقلابيين دون قتال وخاصة تلك المواقع في محافظة عمران شمالي البلاد.
 
ووقتها أصدرت قيادة جماعة الإخوان أمراً بوقف قتال الحوثيين، والذهاب نحو مفاوضات سلمية معهم، ولم يتحرك الحزب ضد الانقلاب حتى بالتصريحات إلا بعد أن أدرك بوجود تدخل عسكري عربي يدعم الشرعية اليمنية.
 
ومنذُ أن تقارعت طبول الحرب في اليمن, كان لجماعة إخوان اليمن وحزبها الإصلاح مواقف متقلبة تخدم سياسات دولية يسعون إليها.
 
وكشفت تقارير عربية فرض جماعة الإخوان في اليمن ضابط يمني مقرب من الحوثيين مديراً لأمن محافظة مأرب (شرق صنعاء) مؤخرًا، الأمر الذي يشير إلى وجود تفاهم مشترك في الفترة الأخيرة بين الإخوان والحوثيين.
 
ورغم ادعاء الإخوان أنهم يقاتلون إلى جانب المقاومة الشعبية المؤيدة للشرعية، كشفت مصادر عسكرية، العثور على جثث لمقاتلين بحزب الإصلاح قتلوا أثناء القتال في صفوف الحوثيين ، فضلاً عن التسهيلات التي تلقاها الحوثيون من جانب الإخوان في عمليات التزود بالوقود وغيرها من الفضائح الأخرى التي كشفت عنها التقارير اليمنية والعربية والغربية.
 
كما أنه على مدى السنوات الثلاثة الماضية، صمت إخوان اليمن عن التعليق حول مشاركة عناصر منهم إلى جانب المليشيات الحوثية الموالية لإيران، على الرغم من كشف هويات قتلى لهم في صف المليشيات في جبهات صعدة ونهم وتعز والبيضاء، غير أن المقاطعة العربية لقطر دفعتهم للخروج عن صمتهم والطعن بشكل علني في جهود التحالف العربي.
 
ودائما ما تروج قيادات الإخوان بأكاذيب مختلفة للطعن في دول التحالف وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة بأي طريقة أمامهم ؛ حيث وصل بهم الكذب للتشكيك في دور الإمارات في سقطرى وهو ما نفاه المواطنون في سقطري وأوضحوا الحقائق وكذب الإخوان المسلمين الذين يفترون على جهود الإمارات الإنسانية والريادية.
 
ومن مكانتها في حكومة الشرعية استطاعت الإخوان الدفع بوزير الداخلية أحمد الميسري للهجوم في قناة بي سي الأمريكية بشكل علني دولة الإمارات العربية المتحدة وتواجدها في ميناء ومطار عدن الدولي, رُغم أن الإمارات تواجدها لا يخالف البند السابع والتي تعتبر ضمن مناطق حصار ولا مانع من أخذ التدابير الأمنية للمصلحة العامة في حفظ الأمن والاستقرار بالمنطقة.