حضرموت.. من معقل القاعدة إلى قاهرة التنظيمات الإرهابية

الأحد 19 أغسطس 2018 10:58:46
حضرموت.. من معقل القاعدة إلى قاهرة التنظيمات الإرهابية
صنفت محافظة حضرموت الواقعة جنوب شرق اليمن معقلا آمنا لعناصر تنظيم القاعدة الذين نشطوا فيها بحكم المساحة الجغرافية الجبلية الواسعة التي انطلقوا منها في تنفيذ هجماتهم الإرهابية للمساس بأمن واستقرار ما تمليه عليهم قياداتهم، غير أنها تحولت على أيدي النخبة الحضرمية إلى قاهرة التنظيمات الإرهابية بعد أن قضت على تواجد التنظيم فيها بصورة كبيرة.
 
واعتبرت حضرموت في الثلث الأول من العام 2015، بيئة خصبة ومناسبة لتجنيد الشباب وضمهم للتنظيم الإرهابي، ويرتكز تواجد التنظيم بشكل جوهري في وادي حضرموت الذي هيأ لهم مناخات آمنة، بالإضافة الى احتوائه على مناطق جبلية كبيرة المساحة تمتد على طول النظر.
 
ولم تتصور قيادات تنظيم القاعدة أن سيطرتها على ساحل حضرموت أو الخروج منه سيمر مرور الكرام، إذ أنها دفعت ثمناً باهظاً مقابل ذلك، حيث كان الثمن استهداف قياداتها البارزة الواحد تلو الآخر جراء الغارات التي شنّتها الطائرات المسيرة.
 
وأكد محللون سياسيون أنه منذ نشأة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة لم يخسر التنظيم مثل هذا العدد من قياداته في المدة الزمنية ذاتها، بينما اعتقد آخرون أنّ سيطرة التنظيم على المكلا وانتقال معظم قياداته إلى المدينة بداية الحرب، كشف تحركاتهم للطائرات الأميركية التي استمرت طلعاتها في حصد العديد من قادة الصف الأول للتنظيم.
 
وبعد دحر عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي من ساحل حضرموت في الـ24 من إبريل 2016، على أيدي النخبة الحضرمية وبدعم وإسناد من دولة الإمارات العربية المتحدة فرت العناصر المتطرفة الى وديان حضرموت للاحتماء بها ولتعويض الخسارة.
 
وفي الـ28 من ابريل العام الجاري، بعد حوالي شهرين ونصف من عملية مماثلة شنتها قوات المنطقة العسكرية الثانية، منتصف شهر فبراير الماضي، أعلنت قيادة المنطقة انطلاق عملية الجبال السوداء لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في المناطق الشمالية لمحافظة محافظة حضرموت، بدعم وإسناد من قوات التحالف العربي عقب رصد تجمعات وتحركات لعناصر التنظيم الإرهابي في الحيسر قارة الفرس والضليعة ولبنة ، حيث لجأ إليها التنظيم بعد تطهير مناطق ساحل حضرموت .
 
وأكدت قيادة المنطقة العسكرية الثانية عقب انقضاء يوم من انطلاق عملية الجبال السوداء في وادي حضرموت بسط سيطرتها الكاملة على كافة المناطق الشمالية الغربية بحضرموت”.
 
وفي الـ18 من أغسطس العام الجاري، أعلنت قيادة المنطقة العسكرية الثانية تفكيك ما يزيد عن 2052 عبوة ولغم أرضي، زرعها تنظيم القاعدة الإرهابي، بوادي المسيني في أماكن متفرقة، وعلى جنبات الطرق المؤدية للوادي.
 
تجدر الإشارة الى أن محافظة حضرموت تمثل ثلث البلاد من حيث المساحة، وتنقسم إداريًا وعسكريًا إلى منطقتين هما مدن ساحل حضرموت وتتكون من 12 مديرية، أما المنطقة الثانية فهي مدن وادي وصحراء حضرموت وتتكون من 16 مديرية.