تحقيق السلام .. بين الوهم وحقائق الواقع !

ما نلاحظه وبات ملموساً ومعروفاً لكل متابع بأن هناك شرعنة دولية لسلطة الأمر الواقع وبأن الإقتراب من التسوية وإيقاف الحرب مازال بعيداً ؛ وبأن نجاح مشاورات السويد — إن حصل — فسيكون بلون الخيبة وطعم الفشل ؛ لأن إختزال الحل على ثنائية الشرعية — الإنقلاب وجعل القرار مرهوناً بذلك وبما يعنيه هذا من قفز فاضح على قضية الجنوب وتجاهل غير مقبول وغير منطقي للمعطيات والحقائق التي أفرزتها الحرب عام ٢٠١٥م وما تلاها على الأرض وأصبحت تفعل فعلها ويزداد تأثيرها على المشهد السياسي العام في اليمن وفي الجنوب على نحو خاص .

فعلى نار هادئة وخطوة خطوة تمكنت سلطة الأمر الواقع ووفقاً لتوصيف الأمم المتحدة لها و ( بمساعدتها ! ) وبتعاون ودعم دول عدة في المنطقة ؛ وأصبح وضعها أمرا واقعا دوليا كذلك وهو مايعني إعترافا بها وإن لم يكن رسمياً وعلناً ؛ وهي تبتعد مع كل لقاء مع ممثلي الشرعية المتآكلة ( دولياً ) عن توصيفها ( بالإنقلابية ) وأصبحت شرعية الرئيس هادي تقترب من نهايتها بعد أن فقد معظم عوامل التأثير الداخلية وأضاع أهم ورقة للقوة كانت بيده وتحديداً في الجنوب الذي مازال ينتظر منه تصويباً جاداً وسريعا لموقفه وسحب أوراقه التي سلمها بشكل أو بأخر لحزب الإخوان المسلمين الذي لم ولن يكون يوماً مخلصاً له أو لشرعيته التي أعتبرها غطاء وممراً لتحقيق أهدافة وخططه الخاصة وقبل أن تذهب الأمور إلى ما هو أسوأ وأخطر وحينها لن ينفع الندم ؛ وهو ما يستدعي بالضرورة مراجعة الشرعية وتحديداً الرئيس هادي لكل الخطوات والسياسات السابقة وتقييمها تقييماً موضوعياً بعيداً عن العناد والمكابرة وتقديم ما يمكن تقديمه من ( تنازلات ) لمصلحة الشعب وبما يمهيد الطريق لحل دائم يضمن الأمن والإستقرار والتعايش والتعاون الأخوي والمثمر ويحمي خصوصية العلاقات المتعددة الجوانب والأبعاد بين الشمال والجنوب وعلى قاعدة حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم بأنفسهم وبإرادتهم الحرة وبالصيغة التي تستجيب لتطلعاتهم الوطنية المشروعه وبغير ذلك فسيكون الأمن والإستقرار نوعاً من الحلم ولفترة طويلة قادمة وهو ما لا نتمناه بالطبع .

وندعو هنا وبإخلاص لأن ينتصر الجميع للمستقبل بعيداً عن الأوهام وجعل القوة حكماً ومقرراً لمصائر ومستقبل الناس ؛ وإلى عكس مصالحهم وحقوقهم ورغباتهم المنسجمة مع تاريخهم ؛ لأن للقوة حدود وإرادة الناس لا حدود لها .