رويات من داخل سجون الحوثي: تعليق النزلاء من أعضائهم التناسلية وسكب مواد تُذيب الجلد

السبت 8 ديسمبر 2018 04:01:32
رويات من داخل سجون الحوثي: تعليق النزلاء من أعضائهم التناسلية وسكب مواد تُذيب الجلد

أرشيفية




سلطت وكالة أنباء أمريكية الضوء على جرائم مليشيا الحوثي الانقلابية، خصوصا ما يحدث داخل السجون التي تسيطر عليها الجماعة الانقلابية.

ونشرت وكالة أسوشييتد برس، روايات مفزعة وشهادات صادمة تتناقلها، مؤخراً، وكالات عالمية ووسائل إعلام حول ما يحدث داخل سجون ومعتقلات الحوثيين، وعمليات التعذيب المروعة بحق المدنيين اليمنيين.

وسردت "صفية"، زوجة عبدالله أحمد خليل، عامل بناء، كيف اختُطف زوجها بالحديدة من منزله، وأخفي أشهراً قبل أن يزورها مسئول حوثي ويجعلها تبصم على ورقة لا تعرف محتواها، موهماً إياها بأنه أمر بإخلاء سبيل زوجها المسجون في الأمن السياسي، وحدد لها موعداً لتصطحبه إلى المنزل، وعندما قصدت الإدارة لتعود به قيل لها اطلبيه في المقبرة المجاورة.. لقد توفي بالمرض وقبرناه لأنكم فقراء لا تستطيعون تدبر تكلفة الدفن، وأنتِ وافقت على هذا ولدينا إقرار بصمت عليه.


قالت صفية راجح (41 عاماً) وتسكن حي غليل بمدينة الحديدة، وهي أم لثمانية أطفال أكبرهم فتاة في الرابعة عشرة، إن زوجها قُتل تحت التعذيب في سجن حوثي، وكانت تذهب إلى مكتب الأمن الملحق بالسجن تسأل عنه وينكرون معرفتهم به، لكن قلبها كان دائماً يدلها على مكانه. 


تقول صفية: "اكتبوا اسمي، لم يعد يهمني أي شيء.. قتلوا زوجي وقالوا لي إنهم سيفرجوا عنه"، ولم تره منذ اختطافه أبداً.


ونشرت وكالة أسوشييتد برس، اليوم الجمعة 7 ديسمبر 2018، تحقيقاً بشأن عمليات تعذيب مروعة ضد المدنيين اليمنيين في السجون الحوثية، نقلت فيه روايات صادمة حول أساليب تعذيب أودت بحياة الكثير من السجناء اليمنيين.


وقالت الوكالة إنها أجرت مقابلات مع 23 شخصاً ممن قبعوا في السجون الحوثية وتعرضوا للتعذيب على يد عناصر الميليشيا، كما أجرت الوكالة مقابلات مع 8 من أقارب المعتقلين، و5 محامين ونشطاء حقوقيين، وكذلك مع 3 ضباط أمن، ممن انخرطوا في عملية تبادل السجناء وقالوا إنهم شاهدوا آثار التعذيب على النزلاء.


تحدث تقرير الوكالة الأمريكية، عن المسعف اليمني فاروق بعكر، الذي عمل في مستشفى الرشيد، قبل أن تختطفه ميليشيا الحوثي وتسجنه وتعذبه لمدة 18 شهراً بسبب تقديمه المعونة الطبية لجريح داخل مبنى المستشفى.


وقال بعقر: علقوني في زاوية غرفة معتمة، لا أرى فيها سوى أشكال قطط ميتة، وأصابع ممزقة.. رأيت سجناء معلقين من أعضائهم التناسلية، وآخرين سكب عليهم الحوثيون مواد حارقة أدت إلى ذوبان جلودهم.


وحصلت الوكالة على فيديو مسرب لحوثيين وهم يعذبون السجناء من داخل سجون التعذيب السرية، وقالت إن الفيديو أرسل إلى عبدالملك الحوثي، لكنه لم يرد على الفيديو إطلاقاً.

سجون سرية وأساليب تعذيب

نقلت الوكالة روايات عن شهود آخرين قالوا إن "الحوثيين وضعوهم في زنازين تحت الأرض، معصوبي الأعين، لأكثر من 22 يوماً، وضربوهم بقضبان حديدية". 


وأفاد شهود آخرون بأن عمليات التعذيب شملت تعليق السجناء في أعلى غرف التحقيق بواسطة أصفاد حديدية لأيام عدة، بالإضافة إلى ضرب رؤوسهم بالجدران.

وأضاف آخرون: "كانوا يقدمون لنا طعاما من الخبز اليابس، والخضراوات القذرة المليئة بالحشرات والصراصير".

علاوة على ذلك، أكد تحقيق الوكالة أن الكثير ممن تعرضوا للتعذيب أصبحوا مشلولي الحركة، ويتبولون ويتغوطون على أنفسهم، تماماً مثل حديثي الولادة.

ومن بين طرق التعذيب الأخرى جلد السجناء عراة، وتقليع أظافرهم، وتمزيق شعرهم، والوقوف فوق أجساد السجناء، وتذويب زجاجات بلاستيكية على رؤوس المعذبين وأرجلهم.

وأشارت الوكالة إلى أن أكثر من 18,000 مواطن يمني تعرضوا للسجن من قبل الحوثيين خلال السنوات الأربع الماضية، وأن أكثر من 1000 حالة تعرضوا للتعذيب في شبكة سجون سرية حوثية، ضمت مساجد وقلاعاً قديمة وكليات ونواديَ.