رئيس الوزراء يناقش أوضاع اليمن مع سفراء المجموعة العربية بالأمم المتحدة

الثلاثاء 26 فبراير 2019 01:51:53
رئيس الوزراء يناقش أوضاع اليمن مع سفراء المجموعة العربية بالأمم المتحدة

التقى رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك، بمدينة جنيف اليوم الاثنين، سفراء المجموعة العربية لدى مقر الأمم المتحدة في سويسرا.
وكرس اللقاء لتبادل وجهات النظر حول مستجدات الأوضاع في اليمن وتطوراتها، واستمرار مليشيات الحوثي الانقلابية في تحدي الإرادة الشعبية وقرارات المجتمع الدولي برفضها تنفيذ الاتفاقات والقرارات الأممية الملزمة وآخرها اتفاق السويد، إضافة إلى التدخلات والأطماع الإيرانية في الشؤون العربية، وبينها تدخلها السافر في اليمن، وسعيها إلى إطالة أمد الحرب وتعميق مأساة اليمنيين الإنسانية برفضها الإذعان للقرارات الدولية بحظر تسليح ودعم مليشيات الحوثي ومشروعها الطائفي الذي يهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وأعرب رئيس الوزراء عن تقدير اليمن لمواقف الدول العربية الداعمة للحكومة والرافضة للانقلاب، مشيرًا إلى أن الأمة العربية هي السند والدعم لليمن لمواجهة التحديات التي يواجهها.
ولفت إلى التطورات والمستجدات الجارية في اليمن على جميع المستويات الداخلية، والجهود الأممية والدولية لإحلال السلام، والعوائق التي تعترض تنفيذ اتفاق السويد منذ توقيعه في ديسمبر الماضي، مؤكدًا أن الحكومة لم تترك سبيلًا أو طريقًا إلا سلكته ضمن عزمها الحثيث على الوصول إلى إرساء دعائم السلام وإنهاء الحرب عبر معالجة أسبابها.
وقال رئيس الوزراء: "لكن استجابة مليشيات الحوثي الانقلابية على كل هذه الجهود والمساعي الحميدة هي ارتكاب المزيد من الجرائم والضرب بعرض الحائط بكل الاتفاقات الموقعة ومراوغاتها المستمرة في تنفيذ اتفاق السويد، واستمرارها في التحشيد العسكري إلى مدينة وموانئ الحديدة بدلًا من الانسحاب، وإصرارها على منع الفرق الأممية من الوصول إلى مخازن الأغذية العالمي واستهدافها بشكل مباشر، كلها مؤشرات لا تبعث على التفاؤل بإمكانية الوصول إلى حل سياسي مع هذه المليشيات المتمردة".
وشدد على ضرورة توحيد الجهود العربية والدولية لكبح جماح التمدد الإيراني، كون تدخلاتها في البلدان العربية باتت واضحة للجميع، بما في ذلك تشجيعها للمليشيات الحوثية على الاعتداء على السفن التجارية في الممرات الملاحية الدولية جنوب البحر الأحمر وتهديدها بإغلاق مضيق باب المندب، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا وخطيرًا للأمن والاستقرار العالمي.
وأكد أنه لا مجال في هذه الظروف لأي حديث أو نقاش باستثناء العمل العاجل والمباشر لتنفيذ اتفاق السويد دون تجزئة أو تفسيرات مغلوطة تشرعن للانقلاب، سعيًا وراء تحقيق سلام وهمي لا يحقق تطلعات الشعب اليمني والاستقرار الاقليمي والدولي، مضيفًا: "لسنا على استعداد ولا ينبغي أن يتوقع منا أحد أن نناقش أي أمر آخر في الوقت الذي تمعن فيه مليشيات الحوثي الانقلابية في ارتكاب الجرائم الوحشية ضد المدنيين، وتوسيع نطاق جرائمها كل يوم والاعتقالات التعسفية المستمرة، وحرب الإبادة الممنهجة والمتصاعدة".
واستعرض رئيس الوزراء الحالة الإنسانية المتردية منذ انقلاب مليشيات الحوثي على السلطة وإشعالها للحرب أواخر عام 2014، والعوائق التي تفتعلها في طريق المساعدات الإغاثية من نهب ممنهج، وعرقلة وصولها للمستفيدين، كما كشفت عنه التقارير الأممية مؤخرا، والآثار الناجمة عن ذلك في تعميق معاناة الشعب اليمني، لافتًا إلى الجهود التي تبذلها الحكومة بالتنسيق مع التحالف العربي والأشقاء والأصدقاء من الدول والمنظمات المانحة لتخفيف هذه التبعات الإنسانية الكارثية.
وتطرق إلى ما أنجزته الحكومة على صعيد تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة رغم الظروف الاستثنائية المعقدة والمعروفة للجميع جراء نهب مليشيات الحوثي للموارد العامة واستنزاف احتياطي البلاد الخارجي، مشيرًا إلى أن الحكومة أقرت مؤخرًا الموازنة العامة للدولة للعام 2019، وذلك كأول موازنة منذ الانقلاب على السلطة.
وتابع: "كما نبذل جهودًا مضاعفة من أجل المضي قدمًا في إعادة الإعمار وبناء ما دمرته الحرب، ونتطلع بثقة إلى دعم الأشقاء والأصدقاء والعمل معهم في هذا الجانب، وأيضًا في الجوانب الأخرى الإنسانية والإغاثية والاقتصادية ومكافحة الإرهاب وتفعيل عمل النيابات العامة والمحاكم".
وفي اللقاء، ألقى سفير البحرين رئيس المجموعة العربية في الأمم المتحدة بجنيف الدكتور يوسف بوجيري كلمة، أكد فيها وقوف بلاده والمجموعة العربية إلى جانب الشعب اليمني في كافة المجالات حتى عودة كافة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب.
حضر اللقاء مندوب اليمن الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف الدكتور علي محمد مجور، وعدد من أعضاء الوفد المرافق لرئيس الوزراء.