غطاء الدين يسقط.. الإصلاح يغتصب الأطفال في تعز

الثلاثاء 12 مارس 2019 01:25:37
غطاء الدين يسقط.. الإصلاح يغتصب الأطفال في تعز
سقط غطاء الدين الذي كان دائما تتخفى ورائه مليشيا حزب الإصلاح بعد أن كشفت منظمة العفو الدولية عن جرائم اغتصاب عديدة بحق الأطفال قام بها عناصر تابعة للميليشيا الإخوانية في تغز، الأمر الذي يستدعي وجوب محاكمة هذه العناصر المتورطة في الأعمال غير الأخلاقية بالتوازي مع تورطها في جرائم عنف بحق ملايين اليمنيين.
وكشفت منظّمة العفو الدوليّة، في تقرير لها اليوم الاثنين، عن تعرض أطفالاً في اليمن لعمليات اغتصاب في مدينة تعز جنوب غربي اليمن، على يد عناصر من مليشيات تابعة لحزب الإصلاح (ذراع تنظيم الإخوان الإرهابي باليمن).
وأكدت العفو الدولية أن بحثاً أجرته المنظمة مؤخراً، ونشرته على موقعها الإلكتروني، وثّق اغتصاب ثلاثة صبية تتراوح أعمارهم بين 8 و16 عاماً ومحاولة الاعتداء الجنسي على رابع يبلغ 12 عاماً في مدينة تعز التي تُسيطر عليها، وتُحاصرها مليشيا الحوثي.
وقالت المنظمة، إن أُسر أربعة من الصبية أبلغت فرق منظّمة العفو بأنّ أبناءها تعرّضوا للاعتداء في الأشهر الثمانية الماضية، خصوصاً داخل مسجد، مشيرةً إلى أن أسر هؤلاء الصبية أبلغت إدارة التحقيقات الجنائيّة في تعز بتلك الاعتداءات، لكنّ السلطات المحلّية لم تتّخذ أيّ إجراء قانوني.
وقالت مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية، هبه مرايف: "إن الشهادات الأليمة التي أدلى بها هؤلاء الصغار الذين تعرضوا للاغتصاب، وشهادات أسرهم تكشف كيف أن الصراع المستمر يجعل الأطفال عرضة للاستغلال الجنسي في مدينة تعاني من ضعف أمني ومؤسسي؛ حيث يجد هؤلاء الضحايا وأسرهم أنفسهم وحدهم بلا حماية في مواجهة محنة الانتهاك الجنسي المروعة وعواقبه".
واعتبرت مرايف، أن "الاغتصاب والاعتداء الجنسي المرتكبين في سياق الصّراع المسلّح يُعدّان من جرائم الحرب، وقد يكون القادة الذين لا يضعون حدًّا لهذه الأفعال الشنيعة هم أنفسهم مسؤولون عن جرائم حرب".
ونقلت منظمة العفو الدولية تفاصيل مؤلمة عن طريقة اغتصاب الأطفال في مدينة تعز، حيث قال فتى يبلغ من العمر 16 عاما إن أحد رجال المليشيات الموالية لمليشيا "الإصلاح" اغتصبه، في أواخر ديسمبر 2018، في المنطقة التي تسيطر عليها مليشيا "الإصلاح" في ذات المدينة.
وأضاف الفتى: "هددني ببندقيته، وبدأ يضربني بكعب البندقية، ويركلني ويدفعني نحو الحائط في محاولة لإفقادي الوعي، ثم قال لي أريد أن أغتصبك. وعندئذ بدأت أبكي ورجوته أن يعتبرني كابنه. فاشتاط غضبا وبدأ يضربني أكثر، ثم قبض على عنقي وطرحني أرضا، فبدأت أصرخ، فضربني بالبندقية على عنقي ثم اغتصبني".
ووصفت أم هذا الفتى المساء الذي عاد فيه ابنها إلى المنزل بعد الحادث قائلة: "عندما وصل في ذلك المساء، اتجه مباشرة إلى دورة المياه، وعندما خرج بعد ذلك سألته ماذا به، لكنه لم يرد أن يخبرني بما حدث. ثم بدأ يبكي فبدأت أنا أيضاً في البكاء".
وتابعت الأم: "ظللنا نجلس جنبا إلى جنب لمدة ثلاثة أيام، وكلانا لا يقدر على الأكل أو الشرب أو النوم. كان في حالة نفسية سيئة للغاية من الخوف، وبدت بشرته شاحبة ومتعبة. وكان لا يفعل شيئاً سوى الجلوس والتحديق في الفراغ. وظل غير قادر على الجلوس بعد ذلك أو الذهاب لدورة المياه لثلاثة أيام".
وقدمت الأم بلاغا بالاغتصاب إلى إدارة البحث الجنائي في تعز التي أصدرت أمرا، اطلعت عليه منظمة العفو الدولية، بتكليف أحد الأطباء الشرعيين بإعداد تقرير. إلا أن الطبيب، الذي يعمل بمستشفى تسيطر عليها مليشيا "الإصلاح"، رفض ذلك.
ثم طلب المستشفى من الأم مبلغاً من المال مقابل إصدار التقرير، لكنها لم تكن قادرة على تحمل التكلفة مقدما؛ فقالت إنها ستدفع عند استلامها التقرير، لكن التقرير لم يكتمل أبداً.
وذكرت أم الفتى لمنظمة العفو الدولية: "قال لي الطبيب إن ابنك ليس به شيء، وإنه لن يكتب تقريراً. وفي تلك اللحظة بدأت أصرخ في وجهه: ألا تخاف الله؟".
 
وفي حالة أخرى، نقلت منظمة العفو الدولية عن أم صبي في الثامنة من العمر قولها إن ابنها اغتُصب في واقعتين منفصلتين على الأقل، ما بين يونيو ، وأكتوبر 2018، وذلك من قِبل ابن أحد أئمة مليشيا "الإصلاح"، وصديق له في أحد المساجد المحلية، مشيرةً إلى أن سلوك ابنها بدأ يتغير، وأنه صار باكيا في العديد من الأحيان.
وأوضحت أم الصبي قائلةً: "أخبرني ابني أن ابن إمام المسجد حبسه في حمام المسجد وكممه بيده حتى كاد يخنقه ثم بدأ يجرده من ملابسه، وبعد أن انتهى منه أدخل شخصا آخر ليفعل فعلته مع ابني".
وطبقا للتقارير الطبية التي اطلعت عليها منظمة العفو الدولية، فإن الصبي ذي السنوات الثمانية يعاني منذ تلك الواقعة من خلل في قدرته على الحركة، ومن عدم التركيز، ومن ارتجاج نتيجة لضربه والاعتداء عليه بصورة متكررة.
كما نقلت منظمة العفو الدولية عن والد فتى آخر، يبلغ من العمر 13 عاما، تأكيده بأن ابنه أُغتُصب من نفس الرجلين في المسجد ذاته.
وأوردت المنظمة شهادة أخرى عن أحد أقرباء صبي في الثانية عشرة من العمر، بأن أحد المتشددين الموالين لحزب الإصلاح، حاول الاعتداء جنسيا على الصبي في يوليو 2018 في مدينة تعز، لكن الصبي أفلت منه.
وبموجب القانون اليمني، يُمكن الحكم على الأشخاص المتّهمين بالعنف الجنسي بالإعدام. وقد أُعدم العديد من الرجال علناً في السنوات الأخيرة بسبب اغتصابهم أطفالاً وقتلِهم.