تقرير دولي يفضح جرائم الإخوان: اغتصبوا الأطفال في حمامات المساجد (تفاصيل مأساوية)

الأربعاء 13 مارس 2019 01:58:33
تقرير دولي يفضح جرائم الإخوان: اغتصبوا الأطفال في حمامات المساجد (تفاصيل مأساوية)

في جرائم لا تقل إرهاباً عما تقترفه مليشيا الحوثي الانقلابية، فَضَح تقريرٌ دولي، جماعة الإخوان الإرهابية وذراعها السياسية حزب الإصلاح، في جرائم حرب متمثلة في قيام عناصرها باغتصاب الأطفال.

بحسب "بحثٍ" أجرته منظمة العفو الدولية، فإنّ أطفالاً صغاراً بعضهم حتى في عمر الثامنة، تعرَّضوا للاغتصاب في مدينة تعز، والمشتبه في قيامهم بالاغتصاب الذين يشملون أعضاء في المليشيات التابعة لحزب الإصلاح الذي يسيطر على أجزاء واسعة من مدينة تعز.

وأخبرت أسرُ أربعة من الصبية، المنظمة أنَّ أبناءها تعرَّضوا للاعتداء الجنسي في سلسلة من الحوادث على مدى الأشهر الثمانية الماضية، وفي حالتين من هذه الحالات، كشفت أسرتان أنّ المسؤولين عن الاغتصاب أفراد المليشيات الموالية لجماعة "الإصلاح".

ضعف أمني ومؤسسي

وبحسب التقرير، صرحت هبة مرايف مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة بأنّ الشهادات الأليمة التي أدلى بها هؤلاء الصغار الذين تعرضوا للاغتصاب، وشهادات أسرهم تكشف كيف أن الصراع المستمر يجعل الأطفال عرضة للاستغلال الجنسي في مدينة تعاني من ضعف أمني ومؤسسي، حيث يجد هؤلاء الضحايا وأسرهم أنفسهم وحدهم بلا حماية في مواجهة محنة الانتهاك الجنسي المروعة وعواقبه.

وأضافت: "يجب على السلطات إجراء تحقيقات شاملة في هذه الأنباء، من أجل الإشارة إلى أنه لن يتم التسامح مع هذه الجرائم، ولحماية أسر الأطفال من الانتقام.. فيجب تقديم المشتبه فيهم إلى القضاء ليحاكموا محاكمة عادلة".

وأشار التقرير إلى أنّ الاغتصاب والاعتداء الجنسي يعدّان من جرائم الحرب، وقد يكون القادة الذين لا يضعون حداً لهذه الأفعال الشنيعة هم أنفسهم مسؤولون عن جرائم حرب.

وأوضحت المنظمة: "أدَّى نمطٌ من الإفلات من العقاب والانتقام إلى تثبيط الأسر حتى الآن عن الإبلاغ عن هذه الحوادث، لا سيَّما أنَّ التقارير تشير إلى أنّ المشتبه بهم متوائمون سياسياً مع السلطات المحلية التي يسيطر عليها جماعة الإصلاح، وبينما يُحتجز حالياً مدنيان مشتبه بهما في انتظار المحاكمة على ذمة قضيتين من الحالات الأربع، لم يتم القبض على أفراد الميليشيات المشتبه فيهم في القضيتين المتبقيتين".

تواطؤ رسمي

وفيما يتعلق بحالات الاغتصاب الثلاث، فعلى الرغم من أنّ إدارة البحث الجنائي وجهت أحد المستشفيات الرئيسية في تعز لفحص الضحايا وإصدار تقارير طبية، تقاعس المستشفى عن تنفيذ تلك الأوامر فيما يتعلق بإحدى الحالات، على الرغم من الطلبات المتكررة من والدة الضحية.

وعلاوةً على ذلك، طلب المستشفى مبلغاً من المال لإعداد التقرير، الذي لم تقدر الأسرة على تحمل دفعه.

وهذه الحالات التي وثقتها منظمة العفو الدولية لا يبدو أنها الحوادث الوحيدة؛ فقد أبلغ بعض النشطاء المحليين وبعض الأسر عن حالتين أخرتين على الأقل لأسر تخشى أن تتكلم عما جرى خوفاً من انتقام المليشيات، إلى حد كبير.

وفي حالتين من الحالات الأربع (اغتصاب ومحاولة اعتداء)، كشفت العائلات أنّ المسؤولين كانوا من أفراد المليشيات الموالية لجماعة "الإصلاح".

اغتصابٌ تحت تهديد البندقية

وقال فتى يبلغ من العمر 16 عامًا، إنّ أحد رجال المليشيات الموالية لجماعة الإصلاح اغتصبه، في أواخر ديسمبر الماضي ، في المنطقة التي تسيطر عليها جماعة الإصلاح في مدينة تعز، حيث قال للمنظمة: "هددني ببندقيته.. وبدأ يضربني بكعب البندقية، ويركلني ويدفعني نحو الحائط في محاولة لإفقادي الوعي.. ثم قال لي أريد أن أغتصبك".

وأضاف: "عندئذ بدأت أبكي.. ورجوته أن يعتبرني كابنه.. فاشتاط غضباً وبدأ يضربني أكثر.. ثمّ قبض على عنقي وطرحني أرضاً، فبدأت أصرخ، فضربني بالبندقية على عنقي ثم اغتصبني".

ووصفت "أم هذا الفتى"، المساء الذي عاد فيه ابنها إلى المنزل بعد الحادث قائلة: "عندما وصل في ذلك المساء، اتجه مباشرة إلى دورة المياه، وعندما خرج بعد ذلك سألته ماذا به، لكنه لم يرد أن يخبرني بما حدث ثم بدأ يبكي فبدأت أنا أيضاً في البكاء.. ظللنا نجلس جنباً إلى جنب لمدة ثلاثة أيام، وكلانا لا يقدر على الأكل أو الشرب أو النوم.. كان في حالة نفسية سيئة للغاية من الخوف، وبدت بشرته شاحبة ومتعبة. وكان لا يفعل شيئاً سوى الجلوس والتحديق في الفراغ.. وظل غير قادر على الجلوس بعد ذلك أو الذهاب لدورة المياه لثلاثة أيام".

وقدّمت الأم بلاغاً بالاغتصاب إلى إدارة البحث الجنائي في تعز التي أصدرت أمراً، اطلعت عليه المنظمة، بتكليف أحد الأطباء الشرعيين بإعداد تقرير، إلا أنّ الطبيب الذي يعمل بمستشفى تسيطر عليه جماعة الإصلاح، قد رفض ذلك، ثم طلب المستشفى من الأم مبلغاً من المال مقابل إصدار التقرير، لكنَّها لم تكن قادرة على تحمل التكلفة مقدماً؛ فقالت إنَّها ستدفع عند استلامها التقرير، لكنّ التقرير لم يكتمل أبداً، وأوضحت: "قال لي الطبيب إن ابنك ليس به شيء، وإنه لن يكتب تقريراً".

وتابعت: "في هذه اللحظة، بدأت أصرخ في وجهه ألا تخاف الله؟".

خديعة في الغرفة

وطبقاً لشهادة أخرى، فقد حاول أحد الإرهابيين الموالين لجماعة الإصلاح الاعتداء جنسياً على صبي في الثانية عشرة من العمر في يوليو الماضي في تعز، لكن الصبي أفلت منه.

وقال أحد أقرباء ذلك الصبي للمنظمة: "لقد تعرض للخداع لتسليم طرد إلى منزل أحد الجيران، من قبل رجل المليشيات الذي تتبعه بعد ذلك واعتدى عليه.. أخذه إلى غرفة نومه وألقاه على السرير وألقى بندقيته إلى جانبه.. وبدأ يهدده ويخبره أنه لو صاح أو صرخ فسيستخدم بندقيته المعدة للإطلاق.. ثم ذهب [رجل المليشيات] ليغلق باب غرفة النوم وبدأ يخلع ثيابه.. وفي تلك اللحظة فزع الصبي والتقط السلاح وأطلق النار على الرجل دفاعاً عن نفسه.. ثم فر هارباً".

وتوفي المعتدي جراء ذلك، وأبلغت الأسرة السلطات المحلية بالحادث، إلا أنها لم تحظ بالحماية.، فتعرضت الأسرة للاعتداء عليها في منزلها بعد يومين على أيدي رجال المليشيات الذين ينتمون لنفس جماعة المعتدي، وأصيب ثلاثة من أفرادها بإصابات تطلبت التدخل الجراحي، بينما قتل شخص آخر في هذه الصدامات، فيما قامت السلطات المحلية بوضع الصبي البالغ من العمر 12 عاماً وأباه وأخويه رهن الاعتقال الطوعي لمدة أسبوعين، بعد الاعتداء لحمايتهم من المزيد من الأعمال الانتقامية.

اغتصاب في حمّام المسجد

وفي حالة أخرى، قالت أم صبي في الثامنة من العمر لمنظمة العفو الدولية، إنّ ابنها اغتُصب في واقعتين منفصلتين على الأقل، فيما بين يونيو وأكتوبر الماضيين، من جانب ابن أحد أئمة جماعة "الإصلاح"، وصديق له في أحد المساجد المحلية.

وأوضحت أنّ سلوك ابنها بدأ يتغير، وأنّه صار باكياً في العديد من الأحيان، وقالت: "أخبرني ابني أن [ابن الإمام] حبسه في حمام المسجد وكممه بيده حتى كاد يخنقه ثم بدأ يجرده من ملابسه.. وبعد أن انتهى منه أدخل شخصاً آخر ليفعل فعلته مع ابني".

وطبقاً للتقارير الطبية التي اطلعت عليها المنظمة، فإنّ الصبي ذي السنوات الثمانية يعاني منذ تلك الواقعة من خلل في قدرته على الحركة، ومن عدم التركيز، ومن ارتجاج نتيجة لضربه والاعتداء عليه بصورة متكررة.

وقالت أمه للمنظمة إنّه كان فيما سبق متفوقاً في الدراسة، لكنَّه بعد الاعتداء لم يعد قادراً على الإمساك بالقلم أو الكتابة، وأوضحت أنَّه يعاني الآن من اضطراب في النوم، وتعتريه نوبات من البكاء الصراخ لا يستطيع السيطرة عليها.

كما تحدثت المنظمة إلى والد فتى، يبلغ من العمر 13 عاماً، يقول إنَّه اغتُصب من جانب نفس الرجلين في المسجد نفسه.

ومضت هبة مرايف قائلةً: "هذه الانتهاكات المروعة توضح كيف أن الأطفال يتحولون بصورة مطردة إلى فئة مستضعفة خلال الصراع المسلح، عندما تنهار المؤسسات وآليات الحماية، الأمر الذي يؤدي غالبا إلى خلق فراغ يستشري فيه الانتهاك والاستغلال".