قبل بلاغ لوليسجارد.. كيف أطلق الحوثيون الرصاص على اتفاق السويد؟

الأربعاء 13 مارس 2019 23:28:05
قبل "بلاغ لوليسجارد".. كيف أطلق الحوثيون الرصاص على اتفاق السويد؟
فيما بدا بأنّه انقلاب حوثي على الاتفاق السياسي، أبلغ رئيس بعثة الرقابة الأممية ولجنة إعادة الانتشار الجنرال مايكل لوليسجارد، الحكومة بأنّ المليشيات ترفض تنفيذ المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار في الحديدة.
عضو فريق الحكومة في محادثات السويد عسكر زعيل قال إنّ الفريق الحكومي بعث رسالة إلى لوليسجارد بالموافقة على تنفيذ المرحلة الأولى قبل يومين، غير أنّ الأخير ردّ بأنَّ "الحوثيين" لم يوافقوا على التنفيذ رغم اللقاءات المتواصلة معهم.
وأضاف عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "‏بعد استلام لوليسجارد رسالة الموافقة من الفريق الحكومي لتنفيذ المرحلة الأولى قبل يومين، يأتي رده قبل قليل أن الحوثيين لم يوافقوا على التنفيذ رغم لقائه المتواصل معهم من يوم أمس، ولم يصل معهم إلى التفاصيل بشأن تنفيذ الاتفاق".
هذا الموقف ليس الأول من نوعه من قِبل المليشيات، فكثيراً ما أبلغت مسؤولين أمميين بأنّها مستعدةٌ للحرب ولن تنسحب من الحديدة أو تقوم بتسليمها للسلطات الحكومية ولا من الموانئ بشكل فعلي، وأن كل ما في مقدورها هو أن تنسحب شكلياً، مع بقاء وجودها الأمني والإداري. 
ومنذ توقيع اتفاقية السويد في 18 ديسمبر من العام الماضي، لم تتوقف مليشيا الحوثي الانقلابية عن التلاعب بالمجتمع الدولي، ولم تترك أي فرصة للحل السياسي إلا واستغلتها في اتجاهين، الأول خداع الوسيط الأممي والمجتمع الدولي، والثاني إعادة ترتيب أوضاعها على الأرض. 
ولم تحترم المليشيات الهدنة بقدر ما اخترقتها عبر الانتهاكات اليومية، وآخرها ما حدث بالأمس من استهداف فريق الحكومة في لجنة التنسيق وإعادة الانتشار بشأن الحديدة بصواريخ الكاتيوشا، أثناء اجتماع كان هدفه الاستعداد لتنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار. 
وكان الأعضاء الخمسة دائمون العضوية بمجلس الأمن قد عبّروا عن قلقهم إزاء تواصل عدم تنفيذ اتفاق السويد الذي تم بين الحكومة والمليشيات الحوثية برعاية الأمم المتحدة، ودعوا إلى تطبيق اتفاق السلام بمدينة الحديدة، وهي خطوة يأملون أن تؤدي إلى نهاية للصراع الدائر منذ أربع سنوات. 
وقال سفراء الصين وفرنسا وروسيا بريطانيا والولايات المتحدة لدى اليمن - في بيان - إنَّهم يشعرون بقلق بالغ إزاء عدم تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ستوكهولم في ديسمبر التي تمّ الاتفاق خلاله على وقف إطلاق النار وانسحاب القوات من الحديدة وتبادل الأسرى وإعادة فتح ممرات إنسانية لمساعدة ملايين اليمنيين الذين يعانون الجوع مع نشر مراقبين دوليين للإشراف على الوضع. 
وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط"، فإنّ المليشيات الحوثية أفشلت كل المساعي الأممية من أجل تنفيذ اتفاق السويد، وبخاصة ما يتعلق منه بالحديدة، وعدم الانصياع لكل الضغوط الدولية في هذا الشأن، ورغم أنّ آمالاً كثيرة علقت على الاتفاق الذي وقِّع في ديسمبر الماضي، إلا أنّه بدا لكثيرين وُلد ميتاً، لا سيّما في ظل التراخي الأممي في التعاطي مع المليشيات الحوثية، حيث تضاءلت فرص إلزام دولي على الحوثيين بشأن بنود الاتفاق، ما يعزّز إمكانية عودة الحسم العسكري.