التلاعب بتصريحات دبلوماسيي الغرب.. مؤامرةٌ إخوانية للنَيّل من نجاحات الجنوب

الجمعة 22 مارس 2019 04:02:22
التلاعب بتصريحات دبلوماسيي الغرب.. مؤامرةٌ إخوانية للنَيّل من نجاحات الجنوب
للمرة الثالثة خلال هذا الأسبوع، أثبت أعداء الجنوب لا سيّما حزب الإصلاح (الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية) مدى توجُّسهم من النجاحات التي يسطرها المجلس الانتقالي والتي تتمثل في الزيارة الخارجية الفعالة لرئيس المجلس اللواء عيدروس الزبيدي.
في غضون ستة أيام فقط، زيّفت أبواقٌ إعلامية موالية للجماعة الإرهابية تصريحات دبلوماسية مهمة لثلاثة من الدول العظمى، وساقتها في غير موضعها الصحيح، فيما يتعلق تحديداً بتحركات الجنوب نحو فك الارتباط مع الشمال.
اليوم الخميس، عقد السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر مؤتمراً صحفياً أكّد خلاله موقف بلاده الداعم لاستقرار اليمن، بما يحفظ أمن ومصالح الشعب، إلا أنّ مواقع إخوانية روّجت أكاذيب عن أنّ الدول الغربية وبينها واشنطن تؤيد الوحدة حتى على أشلاء شعب الجنوب.
في المقابل، فإنّ الدبلوماسية الغربية تشير إلى أنّها تقف مع سياسة الاستقرار في المنطقة وليس سياسة القهر ونكران حق الشعوب في تقرير مصيرها، كما تدعّم السلطة التي تحفظ الأمن والاستقرار وتحارب الإرهاب والجماعات المتطرفة.
التزييف "الإخواني" المخطط، هو الثالث خلال الأسبوع الجاري، الذي يكشف حجم المؤامرة الشمالية ضد الجنوب، فيوم السبت الماضي، تلاعبت أبواق الجماعة الإرهابية بموقف بريطانيا.
فعلى الرغم من أنّ المملكة المتحدة أعلنت موقفها الرسمي متمثلاً في أنّها تؤيد أي مستقبل لليمن فيما يتعلق تحديداً بفك ارتباط الجنوب، وذلك عبر الحوار وتحت مظلة الأمم المتحدة، ودون اللجوء إلى العنف. 
إلا أنّه تمّ تزييف هذه الحقيقة، حيث ادعت "مليشيا الإصلاح" أنّ لندن تؤيد الوحدة وترفض أن يسترد الجنوب دولته، وقد تمّ ذلك من خلال تحريف تصريح لمتحدثة دبلوماسية بريطانية بعيداً عن سياقه. 
ففي الأصل، قالت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أليسون كينج إنّ بلادها تدعو جميع الأطراف اليمنية للسعي لتحقيق أي تطلعات سياسية من خلال الحوار السلمي والامتناع عن العنف. 
بحكم "المنطق"، يُفهم من هذا التصريح أنّ بريطانيا اختارت الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، لكنّها وضعت إطاراً عاماً دعت إلى الالتزام به عند تحديد مستقبل الدولة، وهو يتمثل في عدم إتباع خيار العنف بأي حالٍ من الأحوال، لكن وسائل إعلام يمنية اختارت تجاهل هذا المنطق عند تفسير هذا التصريح، بأن ادعت قائلةً إنّ بريطانيا تؤيد الوحدة، في إشارة إلى رفضها فك ارتباط الجنوب. 
تكرّر الأمر أمس الأربعاء تزامناً مع زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي إلى روسيا، حيث روّج إعلام الإخوان - كذباً - أنّ موسكو صدمت المجلس الانتقالي بتأييدها للوحدة، إلا أنّ البيان الروسي الرسمي بعد اللقاء فضح هذا الكذب الإخوان. 
البيان الروسي الصادر عن وزارة الخارجية أفاد بأنً اللقاء شهد مناقشة الأوضاع العسكري والسياسي والإنساني في اليمن، لا سيّما في الجنوب، وقال إنّ موسكو مهتمةٌ بالإنهاء الفوري للحرب التي تشهدها البلاد، وإنشاء عملية مستدامة لتسوية شاملة، تشمل جميع القوى السياسية. 
وبينما لم يقترب البيان الروسي بأي شكل من الأشكال من مصطلح "الوحدة" مطلَقاً سواء بإشارة صريحة أو حتى تلميح من وراء ستار، إلا أنّ أبواق الإخوان روَّجت هذا الكذب كعادتها. 
لا يمكن فصل هذه السياسة الإخوان الممنهجة عن النجاحات اللافتة التي يحقّقها المجلس الانتقالي لا سيّما في الفترة الماضية، على طريق استعادة دولة الجنوب وفك الارتباط عن الشمال.
ففي الفترة الأخيرة، زاد التقارب الجنوبي مع دول عظمى مثل بريطانيا وروسيا، وهو ما يخدم مستقبل دولة الجنوب بشكل كبير، ويمنحها رقماً مهماً على الساحة السياسية إقليمياً ودولياً، وما يزيد من الأمر قوة أنّ هذه الزيارات تأتي بدعوات رسمية تُوجّه إلى قادة المجلس وليس بطلب منها. 
في الوقت نفسه، فإنّ هذه النجاحات تفجر عاصفة من الرعب في صدور جماعة الإخوان الإرهابية وذراعها السياسي (حزب الإصلاح)، فلجأت إلى سلاح ترويج الأكاذيب وتزييف الحقائق.