احتلال وظائف عدن.. مؤامرة إخوانية بـغطاء حكومي تستهدف النيل من الجنوب

الجمعة 29 مارس 2019 02:34:14
احتلال وظائف عدن.. مؤامرة إخوانية بـ"غطاء حكومي" تستهدف النيل من الجنوب
لا يشغل قيادات حزب الإصلاح، المُعيَّنون وزراء في حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي بالاً بعلاج الآثار الناجمة عن قرارات يعتبرها كثيرون مضرة بالاقتصاد، بقدر ما رفعوا سلاح الحرب النفسية للنيل من الجنوب وجهوده نحو استعادة دولته.
خلال الفترة الأخيرة، كثّف مسؤولو حزب الإصلاح (الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية) من استغلال مناصبهم في الحكومة لتجميع الموظفين الذين ينتمون إليه من كل المناطق التي يتواجدون بها إلى العاصمة عدن للاستقرار والعمل بها.
في هذا السياق، قال المحلل السياسي المحامي يحيى غالب عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "اكتظت عدن بوزاراتها ومكاتبها ومؤسساتها بموظفين شمالين قادمون من القاهرة وعواصم هروب منظومة حزب الإصلاح (..) بالإنزال الجوي إلى عدن اكتملت السيطرة على المؤسسات وتم صرف درجات وظيفية ومرتبات وإيجارات مساكن وسيارات (..) الإنزال الجوي تعزيز لنزوح بري سابق عسكري ومدني".
الناشط السياسي السعودي أبو وليد الغامدي، كشف مزيداً من التفاصيل عن إدخال نازحين جدد إلى جميع محافظات الجنوب وليس فقط إلى عدن، وقال عبر حسابه على "تويتر": "الإصلاح الآن يحاول إدخال نازحين جدد إلى جميع محافظات الجنوب، وإصدار (بطاقات) إلكترونية جديدة تكون ميلادها الجنوب بعدها يحق في القانون الدولي للمواليد الاستفتاء على الوحدة".
وأضاف: "الآن بالجنوب أعداد نازحين كبيرة وخلال شهر أو شهرين سيبدأ صرف هويات ذكية لهم".
يُفهَم من تصريحات الغامدي التي نقلها عن مصادرٍ وصفها بـ"المطلعة"، أنّ هذه الخطوة من حزب الإصلاح تندرج ضمن الحملة التي تستهدف الجنوب إجمالاً، ويتضح من تفاصيل المشهد أنّ النجاحات التي حقّقتها "دولة الجنوب" عبر مجلسها الانتقالي قد أدخلت الرعب في صدور أعدائها، لا سيّما حزب الإصلاح عبر عناصره المتجذرين في حكومة هادي.
تجلّت هذه التحركات في اجتماع عقده وزير الداخلية ونائب رئيس الحكومة أحمد المسيري، مع عناصر من حزب الإصلاح، لمناقشة محاولة إشهار ما يُسمى "الائتلاف الجنوبي" من عدن، حيث زعم المسيري أنّ الائتلاف يمثل إضافة للعمل الوطني السياسي الجنوبي.
يدور اسمان حول هذه الخطة الإخوانية، أحدهما "ممول" وهو رجل الأعمال أحمد العيسي المتهم بقضايا فساد، والآخر العقل المدبّر، وهو نائب الرئيس علي محسن الأحمر، الذي رسم المخطط من خلال ضم شخصيات موالية للجماعة الإرهابية وقيادات من الشمال تتستر تحت غطاء الحكومة، مع تمثيل ضئيل للغاية من شخصيات الجنوب؛ في محاولة لإضفاء صبغة شرعية على هذه التحركات. 
ويعتبر "الأحمر" و"العيسي" من أبرز رجال المال في تنظيم الإخوان، وكانا يسيطران مالياً وعسكرياً على الحديدة، حيث كان الأحمر يوفر الحماية العسكرية لتاجر النفط الشهير (العيسي)، فيما كان الأحمر يمتلك قوات عسكرية يدين قادتها له بالولاء، وهي القوات التي لم تطلق طلقة رصاص واحدة صوب الحوثيين الذين احتلوا الحديدة دون أي مقاومة. 
لم تتوقف تحركات "الإصلاح" عند هذا الحد، بل عمد الحزب الإخواني إلى محاولة إشعال أعمال عنف حاولت النيل من الاستقرار الأمني الجنوبي، لا سيّما ما شهدته مديرية المعلا من أعمال مسلحة قبل أيام. 
وبينما أعلن أن سبب تفاقم تلك الأحداث كان أنّ مسلحين تمركزوا في مرتفع جبل بالشيخ إسحاق وهي أرض تابعة لمجموعة تجارية حيث قاموا بالانتشار فيها وأطلقوا الرصاص بشكل عشوائي، واستهدفوا أي طقم أمني يتحرك بالخط الدائري، إلا أنّ سرعان ما كُشف النقاب عن تورط مليشيا الإصلاح في إشعال العنف بالعاصمة؛ وذلك النيل من استقرار الجنوب وتحركاته نحو استعادة دولته وفك الارتباط مع الشمال. 
كما اندلعت مواجهات مسلحة في مدينة البريقة بين الأمن ومسلحين خارجين عن القانون، وذلك عقب تعرّض قوة أمنية لإطلاق نار كثيف من قبل مسلحين مجهولين قاموا بإغلاق الطريق الرئيس في المدينة احتجاجاً على اعتقال مطلوبين للأمن، فيما تمكنّت قوات الأمن لاحقاً من فتح الطريق. 
كل هذه التحركات تتم من أطراف محسوب على الحكومة، تأتي رداً على النجاحات الهائلة التي حقّقها المجلس الانتقالي الجنوبي في الفترة الأخيرة، التي تجلّت في زيارة رئيس المجلس اللواء عيدروس الزبيدي إلى بريطانيا وروسيا، وهو ما يخدم مستقبل دولة الجنوب بشكل كبير، ويمنحها رقماً مهماً على الساحة السياسية إقليمياً ودولياً، وما يزيد من الأمر قوة أنّ هذه الزيارات جاءت بدعوات رسمية تُوجّه إلى قادة المجلس وليس بطلب منها.