أدوية مغشوشة في صنعاء.. غزو حوثي من نوع آخر

الخميس 27 يونيو 2019 18:10:50
أدوية مغشوشة في صنعاء.. غزو حوثي من نوع آخر

واصلت مليشيا الحوثي الانقلابية تأزيم الوضع الإنساني، متسبِّبةً في مأساة يدفع ثمنها ملايين المدنيين، دون أن تجد هذه الانتهاكات المروعة حداً لإيقافها.

الحديث هذه المرة عن قيام المليشيات الانقلابية بإغراق صنعاء بالأدوية المغشوشة وذلك من أجل خدمةً مجهودهم الحربي، حسبما كشف صيادلة، حذّروا من مغبة هذه الممارسات الحوثية العبثية في التعامل مع قطاع الصيدلة والأدوية والاستهتار بأرواح المواطنين.

الصيادلة تحدَّثوا لصحيفة الشرق الأوسط، بأنّ هناك انتهاكات جسيمة يمارسها الحوثيون ستؤدي إلى انتشار الكثير من الأمراض، وأنَّ أغلب الأدوية البديلة التي أقرتها المليشيات إنما هي مسكنات غير معروفة المصدر ولا تعالج الداء.

وفي الفترة الأخيرة، قام الحوثيون بإغراق صنعاء بالأدوية البديلة المغشوشة في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم لهثاً وراء المال الذي تتم جبايته عينياً أو مالياً تحت مسميات مختلفة ولو على حساب صحة المواطنين مع العمل على محاربة الشركات العالمية الأصلية في السوق.

وتنقل المعلومات الواردة من صنعاء عن وكلاء أدوية مستوردة قولهم إنَّ هناك كثيراً من الأدوية تم تسجيلها بالهيئة العليا للأدوية الخاضعة للحوثيين وهي أدوية رديئة وأقل جودة من الأصناف المشابهة لها وهي تضر بالصحة والاقتصاد المحلي، فضلاً عن قيام هيئة الحوثيين بابتزاز وكلاء وتجار الأدوية المعتمدين.

وتعمد الهيئة الحوثية إلى تسجيل الصنف الدوائي لديها مقابل مبالغ مالية كبيرة تصل إلى مئات الملايين وبعد توريد المنتج الدوائي تقوم وزارة الصحة بدورها بممارسة عمليات الابتزاز الممنهجة على تاجر الصنف أو الوكالة، وإذا لم يستجب تقوم الوزارة بمصادرته من السوق ومن ثم بيعه في مناطق وصيدليات تابعة للمليشيات، الأمر الذي يؤدي إلى انهيار هذه الشركة أو الوكالة، بغض النظر عن قيمة منتجها وأهميته.

بالإضافة إلى ذلك، يعارض الحوثيون وضع تسعيرة ثابتة ومنطقية تراعي من خلالها الأوضاع الاقتصادية، حسبما كشف أحد العاملين بالهيئة العليا للأدوية الذي قال إنّ لـ«الشرق الأوسط» أن المليشيات تقوم بعمل تسعيرة وهمية لكسب تعاطف المواطن باتجاه ملاك الصيدليات في حين أنه لا توجد أي تسعيرة حقيقية للأدوية لأن ذلك سيقلص من عملية ابتزاز الانقلابيين لهذا القطاع الحيوي.

المليشيات الحوثية تستخدم ملف الأدوية في أحيان كثيرة لتأزيم الوضع الإنساني، وقبل أيام تم الكشف عن مواصلة الحوثيين احتجاز شاحنات محملة بمحاليل خاصة بمركز الغسيل الكلوي، في الجمرك الذي استحدثته العام الماضي، في المدخل الجنوبي لمحافظة إب الخاضعة لسيطرتها.

مصادر محلية قالت إنَّ مليشيا الحوثي واصلت احتجاز أربع شاحنات دوائية إغاثية قادمة من عدن، مُحمّلة بمحاليل خاصة بمركز الغسيل الكلوي التابع لهيئة مستشفى الثورة بمدينة إب.

وأوضحت أنّ الشاحنات في منتصف يونيو الجاري إلى محافظة إب، واستقر بها الحال في حوش الجمارك بمنطقة ميتم، حيث تطالب الميليشيات بمبالغ مالية للإفراج عنها.

وحذّر مراقبون من تعرض هذه المحاليل للتلف وبخاصةً في ظل بقائها تحت الشمس، داعيين إلى ضرورة قيام المستشفى بالإجراءات اللازمة للإفراج عن الشاحنات حتى لا تنتهي، لا سيّما في ظل معاناة مرضى الفشل الكلوي في المحافظة.