هبت رياح اقتلاع ( الإصلاح)

إنما الأيام دول والدهر مواسم ويبدو أن موسم رياح العلان قد بدأت تعصف بجماعة الإخوان المسلمين في كل مكان بما جنت أيديهم ومنهم حزب الإصلاح جناح الإخوان في اليمن .
لسنا بشكل عام مع نزعة الاجتثاث والاقتلاع لأي مكون سياسي كما حدث في العراق ولكن بعض الأحزاب والجماعات تجني على نفسها بنفسها وتصل إلى نقطة الانهيار بفعل تراكمات بغيها وظلمها وانحرافها وكثرة ضحاياها وبما جنته على الشعوب والأوطان ؛ فعواقب الظلم وخيمة سواء ارتبطت بأشخاص او دول أو أحزاب.

فحزب الإصلاح في اليمن مثلا طغى وتجبر واستقوى بالقبيلة المتنفذة وحكم وهو يعارض وعارض وهو يحكم ويفجر القتال ولا يقاتل .
حارب الملكية وحارب الجمهورية وعارض قيام الوحدة قبيل قيامها ثم رفع شعار الوحدة أو الموت بعد ان فشلت بسببه واغتال كوادر الجنوب ؛ وأقام دولة داخل الدولة وظل يرعى مع الراعي ويأكل مع الذئب... انتصر لعفاش الفاسد وانتصر به ثم أقام عليه ثورة ثم سرق الثورة نفسها ثم سلمها للقادمين من كهوف التاريخ وسار نحو الجنوب يشعل الحرائق ويتحدث عن الوحدة والدولة والشرعية .
حزب لا يعلم ماذا يريد ولا أحد يعرف ماذا يريد..
المعنى في بطون زعاماته المنتفخة . لا يعترف كونه حزبا فهو تجمع ينتمي إلى جماعة وتجد العضو الذي ينتمي إليه ينكر أنه عضو فيه وغير ذلك من المفارقات.

ومؤخرا في الضالع مثلا سلم الألوية العسكرية للحوثيين وقاتل معهم وحين انتصرت المقاومة الجنوبية وحررت المناطق نسب النصر إلى الجيش الوطني الذي يتبعه.
حين ينتصر الآخرون يخطف النصر منهم وحين يهزم هو ينسب الهزيمة للآخرين.
هذا التخبط الطويل المقصود والدجل وسياسة الغاية تبرر الوسيلة والتناقض المشبوه والعنصرية ضد الآخرين سواه والتعصب المقيت للجماعة وعلاقته بالجماعات الإرهابية سياسيا وفكريا واقتصاديا وعسكريا كل هذة الأمور وغيرها نخرت هذا الحزب من الداخل وفقد مصداقيته عند الذين كانوا يناصرونه وعند كثير من منتسبيه الشرفاء الذين خدعوا بمثاليته الزائفة وسقطت ورقة التوت عن وجهه الحقيقي. لقد دمر هذا الحزب الدولة في اليمن ودمر المعارضة وصار هو الدولة وهو المعارضة . دخل في تحالف مع اليسار وسار بالجميع نحو الهاوية وأفسد الجيش الوطني وكفر الجنوب واستخدم ورقة الإرهاب وتحالف ضد الانقلاب وتحالف معه يفطر في الرياض ويغسل يديه في الدوحة ويتغدى في أنقرة ويعرج على طهران ....
حزب عجيب وغريب ومريب حقا فمن الطبيعي أن تهب بقوة رياح اقتلاعه لتخلص الناس منه . حتى توكل كرمان التي حصلت على جائزة نوبل تسعى اليوم المنظمات المدنية والإنسانية إن تسحب منها هذه الجائزة العالمية ولا غرو فهي مثال لحزبها المضطرب وغريب الأطوار وفاقد الهوية السياسية والوطنية والقومية و الذي يستخدم الدين وسيلة في سبيل مصالحه و أوهامه .

( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )

د عبده يحيى الدباني