مليشيا الإصلاح.. ذراع الإخوان الذي قصم ظهر مقاومة تعز

الأحد 14 يوليو 2019 22:09:00
مليشيا الإصلاح.. ذراع الإخوان الذي قصم ظهر مقاومة تعز
المشهد العربي - خاص
مع انطلاق عاصفة الحزم في العام 2014 انطلقت المقاومة الشعبية في تعز بقيادة حمود سعيد المخلافي المنتمي لحزب الإصلاح والمقرب من علي محسن الأحمر "النائب الخائن"، ورغم أنها تشكلت في ذلك الحين من القوى السياسية المختلفة والمستقلين إلا أن المنضويين فيها سلموا قيادتها لحمود المخلافي وعبره انتقلت القيادة مليشيا الإصلاح.
 
ويرى مراقبون أن انتقال القيادة إلى الإصلاح كان دافعا لتحويل جهود المقاومة بما يخدم أهداف الإصلاح ومواقفه، في وقت انشغل فيه المقاومين بمواجهة المليشيات الحوثية وآثر المقاومون تصدر الإخوان للموقف حفاظا على وحدة الصف باعتبار مواجهة العدو الحوثي هو الهدف الأسمى الذين يسعون إلى تحقيقه من خلال دحره والانتصار عليه.
 
منذ ذلك الحين تحولت ورقة تحرير تعز من هدف أساسي يتفق عليه الجميع إلى ورقة سياسية بيد مليشيا الإصلاح، وذلك من خلال  الاستحواذ على الدعم المقدم من دول التحالف وجني ثمار تضحيات كل الوطنيين، والعمل من خلال آلته الإعلامية الضخمة على توجيه وتسخير تلك التضحيات لصالحه ونسبتها إليه على حساب القوى الاخرى التي اندفعت لمواجهة الانقلابيين بعفوية .
 
واستطاع الإصلاح  الوصول الي مصدر القرار الذي مكنهم من توجيه قرار المقاومة بالشكل الذي يخدم حزبهم، وعمل الحزب على امتصاص غضب الجماهير من المقاومة بهدف ايصالها الي مرحلة اليأس من امكانية الحسم وبشكل مكنهم من تحويل قضية المقاومة إلى ورقة سياسية للتفاوض مع القيادة الشرعية او الأحزاب المنضوية تحت لواء المقاومة من جهة  وكذلك فرض التسوية السياسية مع الحوثيين من جهة أخرى.
 
وسعى الحزب الإخواني للتخلص من المقاومين الحقيقين المنضوين في تشكيلات عسكرية أخرى ككتائب أبي العباس واللواء 35 مدرع  وذلك من خلال الدفع بعدد من عناصره إليهما بشكل يمكنهم من التحكم في قراراتهما وصولا الي تهميش دورهما، هو الأمر الذي أدى خلال المواجهة الأولى مع كتائب أبي العباس إلى انسحاب عدد كبير من أفراد الكتائب وانضمامهم إلى الإصلاح وتقديم المعلومات عن تحركات أبو العباس ليفاجئ أبي العباس بمليشيات الإصلاح تحاصر منزله مما اضطره إلى الانسحاب ومغادرة المدينة.
 
واخترقت مليشيا الإصلاح قيادات قوات الجيش الادارية وبواسطتها أسقطوا أسماء الكثير من أفراد اللواء 35 وعملوا على تفريغه من المقاتلين والأسلحة وتشكيل ألوية كرتونية بهم وبالمجاهدين الذين تمكن الإخوان من ترقيمهم على حساب مستحقي ذلك من رجال المقاومة الأبطال من ناحية اخرى.
 
وكذلك دفع الإصلاح إلى إسناد قيادة بعض الألوية العسكرية لمدنيين يجهلون أبسط تعاليم القتال وإدارة المعارك كما أسندوا بعضها لعسكريين بشكل صوري حيث بقي مدنيين هم من  يديرون المعارك ويسيرون القادة العسكريين وفقا لتعليمات وتوجيهات قيادة الإصلاح.
 
ونتج عن كل هذه الجرائم، وصول المليشيات الإخوانية إلى جملة من المعطيات؛ على رأسها، الإنفراد بقرار المقاومة، واستبدال غير العقائدين من أفراد قوات الجيش والأمن بآخرين موالين لحزبهم بذرائع الغياب أو العمالة وشنوا حملات اعتقالات لكثير من المقاومين الحقيقين الذين أصبحوا فيما بعد مخفيين قسرا في سجون الإخوان أبرزهم أيوب الصالحي.
 
كما سيطر غير العسكريين من المدرسين والناشطين على قيادة الجبهات وإدارتها وتم منح هؤلاء رتبا عسكرية مزورة، احتلوا بموجبها مناصب قيادية وأحكموا من خلالها السيطرة على الألوية العسكرية بشكل شبه كامل وتمكنت عناصرهم من الوصول إلى قيادة الألوية الستة الموالية لهم في تعز منها قيادة المحور إلى جانب اللوا 145 وكذلك الأمن العام.
 
 وأصبح جميعهم يتبعون مليشيا الإصلاح ويشرف على إدارتهم  قائد الجناح العسكري لاخوان اليمن مستشار المحور المدرس عبده فرحان سالم المخلافي الذي يرتبط بعلاقة مباشرة بعلي محسن  إلى جانب يوسف الشراجي وخالد فاضل وسمير الحاج (الخلية العسكرية الأساسية التي تديرها قطر وتمولها)  في سبيل تحقيق معظم اهداف الإخوان الرامية الى ملشنة الجيش والأمن في تعز  .
 
وكذلك الأمر بالنسبة لاركان حرب المحور العميد، عبد العزيز المجيدي قائد اللواء 170 وهو اشتراكي سابق ويدين بالولاء للإصلاح، ورئيس عمليات المحور التاجر عدنان رزيق المعروف بانتماءه لتنظيم القاعدة قائد - اللواء الخامس حرس رئاسي، واللوا 22 ميكا صادق سرحان قائد اللواء وهو اخواني موالي سلفا لعلي محسن ويتحكم بأركان حرب اللواء وعملياته عناصر متشددة من الإخوان كقادة القطاعات مثل يحي الريمي واسامة عبدالملك.
 
كما سيطر الإصلاح على اللواء 17 مشاه عبدالرحمن شمسان هو إخواني معتدل ويدير اللواء بشكل مباشر المدرس عبده حمود الصغير رئيس العمليات فيما يقود محاوره وقطاعاته أصحاب سوابق أمنية وجنائية، وكذلك اللواء الرابع مشاه جبل، وقائده ابوبكر الجبولي وأركانه وعملياته عقيدين تابعين للإخوان، وقادة كتائبه هم المدرس عبده نعمان والمدرس عبده سالم والمدرس عبده سعيد، وقادة الكتائب في معظم الألوية ينتمون للإصلاح وكثير منهم يقودون المجاميع المسلحة والمليشيات داخل المدينة وخارجها ويرتبطون بشكل مباشر بسالم وبكر صادق سرحان.
 
وكذلك مليشيا الإصلاح مليشيات الحشد الشعبي وتدريبها وتجهيزها داخل معسكرات الجيش في اللواء 22، بجانب تشكيل مليشيات مسلحة داخل الأحياء المحررة في مدينة تعز يقودها مراهقون وعصبويون مهمتها إثارة الفوضى وترويع المواطنين، بالإضافة إلى تجميد عمل إدارة أمن تعز (شرطة تعز) وتحويلها إلى إقطاعية خاصة بحزب الإصلاح وتسريح رجال الأمن منها واستبدالهم بعناصر إخوانية مجندة في اللواء 22 ميكا.
 
ويؤكد مراقبون أن كل هؤلاء القادة وقطاعاتهم لم يتجاوز أداءهم مدينة تعز ويدارون من قبل مدنيين أو (ما يسمى بالخلية القطرية التركية المشتركة) التي عملت خلال الفترة الماضية وتعمل حاليا على تمييع مفهوم المقاومة.