معسكرات إب.. الأفارقة بديلاً لمقاتلي حزب الله وإيران في الضالع

الاثنين 15 يوليو 2019 01:38:54
معسكرات إب.. الأفارقة بديلاً لمقاتلي حزب الله وإيران في الضالع
تبرهن تسارع وتيرة لجوء المليشيات الحوثية إلى الاستعانة بمعسكرات تدريب الأفارقة في إب، على أنها تذهب باتجاه إجراء عملية استبدال لمقاتليها في الضالع، إذ من المتوقع أن يكون المرتزقة الأفارقة بديلاً لمثلهم من مقاتلي حزب الله وإيران، في وقت تعرضت فيه تلك العناصر إلى خسائر فادحة قد تؤدي إلى وجود توترات بين المليشيات التي فشلت في حمايتهم وبين الأطراف الإقليمية التي تدعم.
يمثل المرتزقة الأفارقة بديلاً مناسبًا لهؤلاء لأنهم لن يكونوا بحاجة إلى أموال كبيرة مقارنة بالعناصر الأخرى، وكذلك لتمتعم بالقوة البدنية ورغبتهم في التخفي بعيداً عن أنظر قوات الأمن التي ترحل الكثير منهم بعد إلقاء القبض عليهم، وكذلك فإن قطر تدعم معسكرات تدريب تلك العناصر بقوة ما يجعل الارتكان عليها يأخذ أبعاداَ أكثر أهمية بالنسبة للمليشيات الانقلابية خلال الفترة المقبلة.
ويتدفق آلاف المهاجرين الأفارقة من الصومال وإثيوبيا وإريتريا إلى السواحل اليمنية بشكل سنوي، حيث يحاولون استخدام اليمن بلد عبور إلى مناطق متفرقة من الجزيرة العربية، غير أن أغلبهم يعجز عن الوصول إلى مبتغاه ما يجعلهم عرضة للاستقطاب الحوثي.
وقالت مصادر أمنية أن المليشيات الحوثية في إب أقدموا على تسليم مساحة واسعة من الأرض لمنظمة اللاجئين الأممية من أجل إقامة المعسكر الذي تقدر مساحته بنحو 8 آلاف متر مربع، فيما أبدى الناشطون قلقهم من السلوك الحوثي الرامي إلى تحويل مدينة إب إلى موطن لنحو 100ألف مهاجر إثيوبي
واستغرب الناشطون من اختيار مدينة إب لإقامة المعسكر إذ دائماً ما تختار المخيمات الخاصة باللاجئين قرب المناطق الشاطئية التي عبروا منها، غير أن الميليشيات الحوثية - على حد قولهم - تخطط ليس لإيواء المهاجرين ولكن من أجل توطينهم في المدينة التي نزح إليها أكثر من مليون يمني بسبب الحرب من مناطق الحديدة وتعز والضالع والبيضاء. 
في السياق نفسه، أفاد ناشطون يمنيون في صنعاء باختفاء ملحوظ للمهاجرين الأفارقة من شوارع صنعاء، حيث كانوا يعيشون على أعمال بسيطة مثل أعمال النظافة وغسل السيارات وغيرها من المهن البسيطة.
وأكدت المصادر المحلية أن "اختفاء المهاجرين الأفارقة وانسحابهم من أعمالهم بدأ منذ أكثر من شهرين بفعل استقطاب الحوثيين لهم إلى معسكرات سرية من أجل تدريبهم والزج بهم إلى جبهات القتال مقابل منحهم رواتب بسيطة ووعدهم بالحصول على الجنسية اليمنية".
وأفادت المصادر بأن "القيادي الحوثي أبو علي الحاكم المعين رئيساً لما يسمى بالاستخبارات الميليشيات، شكل لجنة خاصة مهمتها استقطاب المهاجرين الأفارقة وحشدهم إلى أماكن سرية خاصة يخضعون فيها لدورات ثقافية وطائفية قبل أن يتم إرسالهم إلى معسكرات التدريب، ثم إلى جبهات القتال".
ودعا الناشطون اليمنيون الأمم المتحدة ممثلة في منظمة الهجرة الدولية واللاجئين إلى تحمل مسؤوليتها في حماية الأفارقة المهاجرين وتبني برامج تعيدهم إلى بلدانهم بعد أن باتوا يشكلون رافعة لتأجيج الحرب في صفوف الميليشيات الحوثية.
وعلى جانب آخر بدأت مليشيا الحوثي استثمار معسكر تجنيد الأفارقة الذي افتتحته في محافظة إب بتوجيه سلسلة من المذكرات إلى منظمات الأمم المتحدة في صنعاء للمطالبة بالدعم لمتطلبات إيواء الأفارقة .
وقالت مصادر محلية في تصريحات سابقة  لـ " المشهد العربي " إن مليشيا الحوثي وجهت دعوات لمسؤولي مفوضية اللاجئين والمنظمات الأممية في صنعاء لزيارة المعسكر الذي افتتحته تحت يافطة إنسانية، في حين أن هدفها الأساسي هو استقطاب مقاتلين أفارقة وتجنيدهم في عمليات أمنية واستخبارية بمقابل مادي .
وقالت مصادر محلية في إب في وقت سابق لموقع " المشهد العربي " أن مليشيا الحوثي تحاول الحصول على دعم من مكتب مفوضية اللاجئين للمخيم، رغم أنها أنشأته بدوافع عسكرية وأمنية وليست إنسانية، وبدون تنسيق مسبق مع مكتب مفوضية اللاجئين .