اقتتال حوثي داخلي.. صراعات أجنحة تشق المليشيات وتنذر بانهيارها

الخميس 18 يوليو 2019 18:02:00
اقتتال حوثي داخلي.. صراعات أجنحة تشق المليشيات وتنذر بانهيارها

تُمثل صراعات الأجنحة التي تندلع بين حين وآخر، أحد أهم العوامل التي تنذر بانهيار وشيك للمليشيات الحوثية الانقلابية، التي تبرهن يوماً بعد يومٍ على أجندتها الإرهابية ومساعيها الفاسدة.
المعلومات الواردة من مناطق سيطرة الحوثيين وفي مقدمتها صنعاء، تقول إنّها تشهد تصاعداً في الاقتتال الداخلي في معسكر المليشيات، لخلافات على الأموال أو النفوذ.
مصادر مطلعة كشفت اليوم الخميس، أنّ الصراع الحوثي في صنعاء ومحافظات أخرى خاضعة لسلطة الانقلابيين بدأ يأخذ أشكالاً جديدة ومناحٍ عدة، وبخاصةً بين ما يسمى جناح صنعاء والمحافظات الأخرى من جهة، وجناح المشرفين الحوثيين القادمين من محافظة صعدة.
المصادر التي تحدّثت لصحيفة الشرق الأوسط، قالت إنّ معظم الصراعات التي برزت بشكل واضح داخل صفوف الحركة الحوثية هي إمّا صراعات على أموال جمعت بطريقة غير قانونية وإما صراعات على الهيمنة والنفوذ والسلطة لجهة تقاطع مصالح القيادات، وتناقض أهدافها، وعدم وجود مشروع وطني أو رؤية موحدة تجمعها.
وبدأت الصراعات الحوثية الداخلية تظهر على السطح، وبشكل جلي من خلال التصفيات الجسدية والاغتيالات والاعتقالات فيما بينها، ما يشير إلى ضعف وهشاشة التركيبة الداخلية لهذه الحركة الانقلابية.
وشهدت مدن عدة، تقبع تحت سلطة الميليشيات، خلال الأيام الماضية، موجة صراعات داخلية بين قيادات حوثية، إمّا بسبب السيطرة على مراكز النفوذ والسلطة وإما بسبب الاستحواذ على ما جمع من أموال الجبايات والإتاوات المنهوبة.
وكثرت في الآونة الأخيرة الاشتباكات المسلحة التي تندلع بين الانقلابيين فيما بينهم والتي تسقط قتلى كثيرين، وتكشف حجم تصارع الأجنحة الذي يحكم هذا المعسكر الإرهابي.
ومؤخراً، شهدت محافظة إب مواجهات عنيفة بين قوات حوثية، قُتل على إثرها قيادي بالمليشيات، وأصيب آخرون بجروح.
مصادر مطلعة ذكرت أنَّ المواجهات أسفرت عن مقتل القيادي الحوثي إسماعيل سفيان، المعين من قبل المليشيات وكيلًا لمحافظة إب، إلى جانب عدد من المصابين.
وبيّنت المصادر أنَّ المواجهات اندلعت بشكل مفاجئ قرب مبنى أمن المحافظة القديم، قبل أن تتوسّع إلى قسم شرطة الحافي وصولاً إلى شارع تعز بالمدينة.
يأتي هذا فيما أوضحت مصادر أخرى أنّ مسلحين حوثيين حاولوا اقتحام إدارة أمن المحافظة بالقوة، وهو ما تسبب في اندلاع المواجهات المسلحة.
وضمن الصراع الداخلي نفسه، تعرّض وزير الدفاع في حكومة المليشيات (غير المعترف بها) اللواء ركن محمد العاطفي لمحاولة اغتيال في صعدة قبل أيام، وهو أمرٌ يندرج ضمن صراع أجنحة بين قيادات المليشيات لما يسمى بجناح صنعاء ومشرفي صعدة.
مشرفو صعدة بقيادة عبدالله عيضة الرزامي وبدعم من عبدالكريم الحوثي وبتوجيه من عبدالملك الحوثي يسعون لفرض سيطرتهم الكاملة على كل مؤسسات الدولة وإقصاء جناح صنعاء الذي يتهمونه بالولاء للرئيس السابق علي عبد الله صالح وارتكاب قضايا فساد كبيرة والعمالة للشرعية.
توجيهات عبدالملك الحوثي لأتباعه تقول "لا تثقوا بقيادات صنعاء وقبائلها عسكريين ومدنيين خونة فمن يجري وراء المال ويخون شرفه العسكري غداً سيحصل على المال يخوننا ويجب تصفيتهم قبل أن يتحولوا إلى خنجر".
وحاول الحوثيون، بحسب المصادر، استدراج القيادات الكبيرة إلى الجبهات المشتعلة وبخاصةً صعدة والضالع بحجة رفع المعنويات المنهارة لمليشياتهم لكنه تتم تصفيتهم بنيران صديقة.