الوعي الشعبي يحبط مخطط قطر لإثارة المناطقية بالجنوب

الثلاثاء 13 أغسطس 2019 19:01:12
الوعي الشعبي يحبط مخطط قطر لإثارة المناطقية بالجنوب

رأي المشهد العربي

ما إن طهرت القوات المسلحة الجنوبية العاصمة عدن من براثين الإرهاب الإخواني، حتى ظهرت ألاعيب قطر الساعية إلى تفتيت أبناء الجنوب وحضهم على الدخول في معارك وهمية لا وجود لها، ووجدت ضالتها في إثارة المناطقية التي أضحت جزءاً من الماضي لا وجود له حالياً، واستخدمت قناة الجزيرة ووسائل إعلامها لدعم خططها.

إذا نظرنا لما تنشره قناة الجزيرة من تقارير وفقرات تحليلية طويلة سنجد أن نجاحات القوات الجنوبية تثير جنونها، إلى الدرجة التي دفعتها لتوصيف بتمكين أبناء الجنوب من إدارة محافظاتهم بـ"المحاولة الانقلابية"، في حين أن الانقلاب الفعلي هو ما قامت به الشرعية في الجنوب بعد أن اختطفت المحافظات وإداراتها، وسعت بكل ما أوتيت من قوة لإفقار الأهالي وحرمانهم من الخدمات الأساسية التي يعيشون عليها.

لم تكتفي الجزيرة وإخواتها بهذا فحسب، بل أن فردها مساحات واسعة للحديث عن العاصمة عدن، أفرز عن اختلاقها أزمات اختفت من خارطة الجنوب من الأساس ومنها المناطقية، والتي شكل تكاتف أبناء الجنوب في مواجهة إرهاب عناصر الإصلاح داخل الشرعية، امتزاجاً رائعا بين جميع المكونات الشعبية والأمنية، وبدا أن هذا التكاتف أثار قلق قطر وطهران فأوعزت إلى الجزيرة بإثارتها، بعد أن أدركت أن تنظيم الإخوان لن يكون له وجود مرة أخرى في الجنوب.

تعيد الجزيرة استخدام أسلوبها الساعي لدعم مصالح الدولة القطرية في أعقاب الربيع العربي، إذ صنع الخراب والدمار وخلق موجة من الصراعات والدعوة إلى النزاعات بكل الوسائل وبما يحقق الهدف الإخواني على مستوى التنظيم المحلي والإقليمي، وهو ما تحاول تكراره الآن في العاصمة عدن من خلال خطابها المسعور الذي يدعوا إلى فتنة مناطقية في الجنوب، إذ بدأت في استقطاب الأشخاص على منبرها للتحدث في ذلك، وتعزز بتقارير إعلامية ومراسلين ومحللين واستقطاع الوقت على حساب برامجها ونشراتها الإخبارية.

يغيب عن أذهان الجزيرة ومن ورائها قطر بأنها أضحت مكشوفة أمام العالم العربي أجمع، وأنه لا أحد سيستمع إلى حديثها، الذي يشي بأن القوات الجنوبية استعادة الدوحة وليس العاصمة عدن، وفي المقابل لا يدركون أن الوعي الشعبي الجنوبي الذي عانى ويلات سيطرة الإصلاح على الشرعية في الجنوب ومرورها بأصعب الأزمات لن يسمح بعودة مخططاتهم مرة أخرى.

ولعل ما يبرهن على هذا التلاحم الشعبي والأمني في الجنوب أن النخبة الشبوانية في شبوة والحزام الأمني في أبين شاركا بكل قوتهما في المعارك التي دارت مع العناصر الإرهابية التابعة لإصلاح الشرعية، بل زحف أبناء حضرموت والمهرة وسقطرى وشبوة وأبين ولحج والضالع ويافع إلى العاصمة عدن للمشاركة في مليونية الوفاء للجنوب والشهداء بعد غدٍ الخميس أكبر دليل الكذب القطري الممنهج