عاصم .. وثائقي يفضح الاضطهاد الحوثي المروّع والصمت الأممي القاتل

الجمعة 23 أغسطس 2019 20:28:30
"عاصم" .. وثائقي يفضح الاضطهاد الحوثي المروّع والصمت الأممي القاتل
اختارت نسرين الصبيحي أن تسلك طريق الفن، من أجل عرض حجم التقصير الأممي في التعاطي مع الأزمة اليمنية المروِّعة منذ صيف 2014، وقتما أشعلتها المليشيات الحوثية الانقلابية.
نسرين - وهي مخرجة أردنية - أعدّت فيلماً وثائقياً، عنونته "عاصم"، تعرضه في مهرجان غرب أوروبا للأفلام بالعاصمة "بروكسل"، ويهدف إلى تسليط الضوء على تقصير المنظمات الدولية في رفع الظلم عن أهالي قرية أسلم في محافظة حجة.
نسرين هي إعلامية وناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، وأيضاً مخرجة أفلام وثائقية، وتعيش في اليمن منذ أكثر من عشر سنوات مع زوجها اليمني.
تقول نسرين في حديثٍ مع صحيفة الشرق الأوسط: "لما سألت أهالي القرية لماذا تنتظرون معونات وأرضكم خصبة قالوا إن الحكام هنا رافضون أن نزرع أرضنا ونأكل مما نزرع حتى يبقينا على هذا الوضع حتى يستفيدون من هذا على طاولة المفاوضات، ومن أجل مزايدات سياسية".
وأضافت: "الفيلم يهدف إلى تسليط الضوء على تقصير المنظمات الدولية، في رفع الظلم عن سكان القرية، وفي الوقت نفسه تعريف الجمهور بحقيقة الوضع هناك وممارسات واضطهاد الحوثيين للمواطنين".
وتابعت: "في الحقيقة يعاني الناس كثيراً في ذلك المكان وغيره في اليمن، والعالم يعتقد أنّ المعاناة قد تكون بسبب الحرب فقط، لكن هؤلاء الناس يعانون بسبب اضطهاد الحكم الحوثي هناك، واستخدامهم من أجل المزايدات السياسية، وتصويرهم للعالم على أنهم إفرازات حرب وهم ليسوا كذلك".
وتكشف المخرجة الأردنية: "التقيت مسؤولاً أممياً في صنعاء للسؤال عن دور المنظمات الدولية في هذه القرية، التي وصل سكانها إلى مرحلة وصلت إلى أكلهم أوراق الشجر من الجوع، رغم بعد القرية عن الحرب والقتال.. أقرب نقطة تماس تبعد عنها 40 كيلومترا وهي جبهة حيران". 
وأوضحت "نسرين" سبب اختيار الشكل الوثائقي للفيلم وعدم اللجوء إلى عمل درامي لتجسيد الوضع قائلةً: "الدراما يمكن أن تتناول قصصاً كثيرة، وهي تدعم أي رسالة، لكن من خلال فيلمي الوثائقي جمعت كل العناصر وأعطيت المعلومات، وجعلت المشاهد يعيش لحظة بلحظة مع سكان القرية ومع المسؤولين عن المنظمات".
وتواصل القول: "لم أكن بحاجة إلى داعم درامي، ولهذا أرى أني بالفيلم الوثائقي أعتمد على الواقعية التي يكون لها تأثير وصدقا أكبر، لأني كنت أفتح الكاميرا وأترك المشاهد يرى ويسمع ما يحدث في الواقع دون تجميل والأحداث والأشخاص يتحدثون عن نفسهم". 
الفيلم الوثائقي الذي أعدّته نسرين يلامس الجرح الغائر في عظام اليمن، فهو من جانبٍ يكشف عن الكم الهائل من الجرائم المروِّعة التي ترتكبها المليشيات الحوثية على مدار سنوات متتالية، وفي الوقت نفسه يلفت النظر إلى الصمت الأممي والتعامل مع المنقوص من قِبل المنظمات الدولية إزاء الجرائم التي يرتكبتها الانقلابيون.
ولا تقتصر الانتقادات الموجّهة للأمم المتحدة والعديد من المنظمات التابعة لها على التحلي بالصمت إزاء الجرائم الحوثية المتوالية، لكنّ عدداً من هذه المنظمات متهمٌ بشكل رئيسي بدعم المليشيات الانقلابية.
أحداث التقارير التي كشفت هذا الدعم الأممي وقع في محافظة حجة، حيث نظّمت منظمة إغاثية تدعى "إيواء"، أنشطة طائفية تحت مسمى "فعاليات ترفيهية" استهدفت غسل عقول الأطفال وبخاصة الأيتام الذين لقى ذووهم حتفهم بالقتال مع المليشيات الحوثية، وتجنيد الكثير منهم والدفع بهم لجبهات القتال في صفوف الانقلابيين.
اللافت أنّ هذه الأنشطة شديدة التطرف، تمّ تنظيمها بدعمٍ مباشر ومتوصل من قِبل منظمة "اليونيسف" التابعة للأمم المتحدة، لتفرض مزيداً من الريبة حول الدور الذي تلعبه المنظمة في اليمن على مدار السنوات الماضية.