جبهة عريضة للفوضى

طرفان سياسيان يجتهد كل منهما الأول للتأكيد على ان لقاءاً جمع مسؤولين في حكومة الشرعية مع أخرين من جماعة الحوثي المدعومة إيرانياً في العاصمة العمانية مسقط، والثاني لنفي ذلك، بالحديث على ان زيارة ثلاثة مسؤولين في حكومة الشرعية إلى السلطنة جاءت بناء على طلب من الخارجية العمانية.
المسألة لا تتطلب اجتهاداً أو نفياً، هناك حوارات طويلة بين حكومة الشرعية والحوثيين، بدأت منذ وقت مبكر وتحديدا منذ ما قبل سقوط صنعاء في الـ21 من سبتمبر 2014م، كما دخلت الحكومة في حوارات رسمية رعتها الأمم المتحدة، وأعلن الرئيس هادي في اكثر من مناسبة مد يده للسلام مع الحوثيين، والتأكيد على رفضهم دخول صنعاء العاصمة لإخراج الحوثيين منها، خشية تعرضها للتدمير على غرار ما تعرضت له العاصمة الجنوبية عدن.
تأكدت من أكثر من مصدر في سلطنة عمان، وجود لقاءات ترعاها قطر بين ثلاثة مسؤولين حكوميين وقيادات حوثية بينهم المتحدث الرسمي محمد عبدالسلام فليتة، والأمر لا يتطلب نفي او تأكيد، فهذه اللقاءات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.. ربما الجديد في هذه اللقاءات انها كرست لمناهضة الوجود السعودي في محافظة المهرة الجنوبية، وتشكيل ما يطلقوا عليه "جبهة عريضة وواسعة" لمواجهة التحالف العربي، وهي مشاريع قطرية تركية، بدأت منذ ان أخرجت بعض الأطراف الإقليمية السياسي أحمد مساعد حسين، بمشروع تبدو ملامحه تتشكل في مسقط بانضمام ثلاثة مسؤولين بارزين، أصبحوا يمثلون أوراق ضغط بيد اطراف إقليمية عديدة، كل طرف حسب مصلحته، لكنهم أي "الثلاثة المسؤولين" لا هدف لهم سوى تحقيق مكاسبة مادية، وهذا لن يتحقق الا بإغراق الجنوب في الفوضى.

#صالح_أبوعوذل