التحالف العربي يسد جميع الثقوب أمام تلكؤ الشرعية في حوار جدة

الثلاثاء 8 أكتوبر 2019 19:00:37
التحالف العربي يسد جميع الثقوب أمام تلكؤ الشرعية في حوار جدة

رأي المشهد العربي

تعامل التحالف العربي بكل حزم مع محاولات الشرعية إفشال حوار جدة، ولعل الزيارة التي قام بها أمس الأول الأمير خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع السعودي إلى أبو ظبي عبرت عن هذا المعنى في إشارة واضحة على ضرورة التوصل إلى اتفاق يجري تنفيذه على أرض الواقع في الجنوب، واستغلال انفتاح المجلس الانتقالي الجنوبي ومرونته التي أظهرها خلال الفترة السابقة.

التحالف العربي يدرك جيداً أن المجلس الانتقالي الجنوبي لديه رغبة في إنهاء خطر الانقلاب الحوثي كما هو الحال بالنسبة للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، كما أنه يدرك أيضاً بأن المجلس هدفه الأساسي أمن الجنوب واستعادة الدولة وليس بحاجة إلى التنافس على شغل مناصب قيادية في سلطة فاسدة ممثلة في الشرعية وهو ما يجعل المفاوضات تسير باتجاه إيجابي خلال الأيام القادمة.

يحاول التحالف العربي التعامل بحنكة سياسية مع محاولات الشرعية إفشال الحوار فهو من جانب لا يتوقف عن طرح المبادرات والحلول التي من الممكن أن تلقى قبول الطرفين ويحاول أن يخفض سقف التفاوض لكشف ألاعيبها، وهو ما قد ينعكس عليه التخلص من القيادات التي كان لها دور في تعطيل الحوار الجاري.

المملكة العربية السعودية لمحت بأن الشرعية حتى وإن وافقت على الحوار بشكل نظري فإنها لن تذهب باتجاه تطبيقه على أرض الواقع، ولذلك فإن التسريبات الحالية تشير إلى وجود دور سعودي وإماراتي لمتابعة تنفيذ الاتفاق على أرض الواقع ووقف إرهاب الشرعية الذي يستمر حالياً في شبوة وسقطرى وتسعى لأن يمتد ليصل إلى أبين والعاصمة عدن.

الاتفاق على بنود أمنية وعسكرية ونقل القوات إلى الجبهات في مواجهة المليشيات الحوثية ووجود التحالف العربي كطرف محايد للتطبيق يعد أول خطوات النجاح، شريطة وجود عناصر من الشرعية ساعيين إلى مواجهة الحوثي بالفعل، إذ أن الإيهام بمواجهة العناصر الإيرانية لن يكون مسموحاً به في الفترة المقبلة، واستمرار الوضع الحالي على ما هو عليه سيؤدي إلى نتائج كارثية ليس على الجنوب فقط ولكن على محافظات الشمال أيضا.

الرهان في الفترة المقبلة ليس على التحالف العربي ولا المجلس الانتقالي الذي تعامل بمسؤولية مع الأوضاع التي تسببت فيها مليشيات الإخوان في الجنوب، ولكن التعويل الأكبر على مدى التزام الشرعية بما سيجري التوصل إليه، وضمان عدم مراوغتها من جديد في ظل وجود أذرع تابعة لها تتفاوض بشكل سري مع مليشيات الحوثي في العاصمة العمانية مسقط.