تصعيد سياسي وآخر عسكري.. إجهاض حوثي لأمل السلام البعيد

الأربعاء 16 أكتوبر 2019 20:07:00
تصعيد سياسي وآخر عسكري.. إجهاض حوثي لأمل السلام "البعيد"

تواصل المليشيات الحوثية التأكيد على وجهها الإرهابي، من خلال عديد الخروقات التي ترتكبها للهدنة الأممية في محافظة الحديدة، مستهدفة إطالة أمد الأزمة وإفشال أي توجّه نحو إحلال السلام.

المليشيات - المدعومة من إيران - شنّت خروقات وانتهاكات للهدنة الأممية بقصف مواقع القوات المشتركة في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة.

وبحسب مصادر ميدانية، فإنّ مليشيا الحوثي قصفت بقذائف المدفعية الثقيلة ومنها قذائف الهاون عيار 120 وقذائف الهاوزر على المواقع التي تتمركز فيها القوات المشتركة بالمنطقة.

وأطلقت المليشيات النيران بشكل مكثف على المواقع عقب عمليات القصف العنيف، واستخدمت خلال الإستهداف الأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة من عيار 12.7 وعيار 14.5 وبسلاح البيكا، كما أطلقت النار من الأسلحة القناصة صوب المواقع.

التصعيد الحوثي العسكري جاء بعدما أفشلت المليشيات أمس الثلاثاء، وللمرة الثانية في غضون خمسة أيام فقط، عقد الاجتماع الثنائي الأول في مهمة الرئيس الجديد للجنة تنسيق إعادة الانتشار رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة الجنرال الهندي أبهيجيت جوها الذي دعا إلى عقده صباح أمس على خطوط التماس بمدينة الحديدة.

المليشيات الحوثية أبلغت البعثة الأممية الخاصة بالرقابة على إعادة الانتشار في الحديدة ، بإلغاء الاجتماع المشترك الذي كان مقررًا انعقاده الثلاثاء للجنة تنسيق إعادة الانتشار، وقد صدر قرار إلغاء وتعطيل الاجتماع عن رئيس وفد الحوثيين في صنعاء وتم إبلاغ البعثة الأممية بذلك.

هذه الخطوة الحوثية تزامنت مع استمرار التحشيد العسكري للمليشيات في عدة جبهات ومناطق بمحافظة الحديدة.

والجمعة الماضية، شرعت المليشيات الحوثية في وضع العراقيل أمام الجنرال جوها، حسبما كشفه الناطق باسم عمليات تحرير الساحل الغربي وضاح الدبيش، الذي قال إنّ الحوثيين أفشلوا عقد الاجتماع الأول بحجة أن الدعوة وصلت في وقت متأخر.

وأضاف أنّه بحسب ما جرى الاتفاق عليه في الاجتماع المشترك السادس للجنة تنسيق إعادة الانتشار لن تشارك اللجنة الأممية في الاجتماع الأول هذه المرة ولكنها ستقدم الدعم لكلا الطرفين لعقد الاجتماع الأول.

المليشيات الحوثية الموالية لإيران لم تكتفِ بإفشال هذا الاجتماع، لكنّها كانت قد استبقت ذلك بحشد أعداد كبيرة من مسلحيها مدججين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة نحو مناطق مختلفة من مديريات محافظة الحديدة.

ومن خلال هذه التحركات، السياسية والعسكرية، تريد المليشيات توصيل رسالة للجنرال الهندي المتقاعد أبهيجيت جوها الذي تولى مهامه يوم السبت الماضي، كرئيس لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة خلفًا للجنرال الدنماركي مايكل لوليسجارد الذي غادر منصبه في 24 يوليو الماضي، بأنّها ستواصل المضي قدمًا في طريق الإرهاب الفتاك.