فظائع حوثية.. مليشياتٌ آمنت العقاب فأساءت الجُرم والانتهاك

السبت 19 أكتوبر 2019 13:22:05
"فظائع حوثية".. مليشياتٌ آمنت العقاب فأساءت الجُرم والانتهاك
"من آمن العقاب، أساء الجُرم والانتهاك".. مقولةٌ تنطبق على المليشيات الحوثية التي ارتكبت ما لا يُعد ولا يُحصى من الجرائم والانتهاكات منذ أن أشعلت حربها العبثية في صيف 2014؛ إدراكًا منها أن أحدًا لن يحاسبها، وأنّ مجتمعًا دوليًّا لن يشغل بالًا بما تقترفه.
في الأيام العشرة الأولى فقط من شهر أكتوبر الجاري، ارتكبت المليشيات 514 انتهاكًا في المناطق الخاضعة لسيطرتها، تنوّعت بين القتل والإصابة والخطف والقصف العشوائي على الأحياء الآهلة بالسكان، والقنص المباشر وزرع العبوات الناسفة، والتهجير القسري، وزراعة الألغام، ومداهمة المنازل، وترويع المواطنين، ونقل السلاح إلى الأحياء السكنية، وإغلاق دور العبادة، ونهب وتفجير المنازل، وغيرها من صنوف الانتهاكات.
بحسب مصادر حقوقية، فمن بين الانتهاكات 51 حالة قتل بينهم 14 طفلًا وست سيدات، بالإضافة إلى مقتل أسرة كاملة مكونة من خمسة أفراد هم الأب والأم وثلاثة أطفال، في منطقة حزيز بمحافظة صنعاء أثناء ملاحقة سيارتهم، فضلًا عن إصابة 34 شخصًا، بينهم سبعة أطفال وخمس سيدات.
كما ارتكبت المليشيات 187 حالة انتهاك طالت الأعيان المدنية في تعز والحديدة والضالع وإب، سواء على المنشآت أو دور العبادة أو الجمعيات الخيرية، وتوزعت الانتهاكات بين حالة تفخيخ وتفجير منزل شيخ قبلي بمنطقة العود، وتضرّر 52 منشأة خاصة بشكل جزئي و46 منشأة بشكل كلي، إضافةً إلى43 حالة مداهمات ونهب لمنازل المواطنين، و34 حالة إغلاق محلات تجارية .
وخلال الفترة نفسها، ارتكبت المليشيات الحوثية المدعومة من إيران أربع حالات إغلاق لدور العبادة ومراكز تحفيظ القرآن، وحالتين إغلاق مدارس تعليمية، وثلاث حالات قصف مزارع المواطنين، وحالتي استهداف لسيارات الإسعاف.
وكانت الأمم المتحدة قد اتهمت المليشيات الحوثية، في سبتمبر الماضي، مليشيا الحوثي بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، حيث كشف تقرير أصدره فريق من الخبراء الدوليين والإقليميين أنشأه مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عن أن المليشيات شنّت هجمات عشوائية واستهدفت المدنيين في أعمال ترقى إلى جرائم الحرب.
وأوضح التقرير أنّ الحوثيين استخدموا أسلحة لها آثار مدمرة واسعة النطاق كالصواريخ والمدفعية ومدافع الهاون؛ حيث وُجهت عمدا على المدنيين والأعيان المدنية وأدت إلى قتلهم وإصابتهم، بالإضافة إلى استخدام الأسلحة عشوائيًّا في المناطق المأهولة بالسكان.
وأكّد التقرير سقوط أعداد كبيرة من المدنيين ضحية قصف مليشيا الحوثي، وتدمير منازلهم وسبل عيشهم، كما قتلت النازحين في الحديدة أثناء فرارهم، وبيّن أنّ فريق الخبراء فحص وحقق في حوادث إطلاق النيران من قبل قناصة الحوثي، التي أدت إلى مقتل المئات من المدنيين بين مارس ويوليو من عام 2015.
وتحقق فريق الخبراء من قتل وإصابة ألغام زرعتها مليشيا الحوثي للمئات من المدنيين في أبين والضالع والبيضاء والجوف وحجة وإب ومأرب وصنعاء وصعدة وشبوة، وكذلك قتلت ألغام الحوثي المضادة للمركبات المدنيين في الحديدة وهي أكثر المناطق تضررًا من الألغام، حيث يزرع الحوثيون الألغام عمدًا في طريق المدنيين في انتهاك صارخ لاتفاقية حظر الألغام.
وبيّن التقرير أن مليشيا الحوثي فرضت قيودا بيروقراطية تسببت في تأخير الإغاثة والمساعدات الإنسانية، وكذلك على حركة العاملين الإنسانيين واستهدفتهم وقتلت أحد العاملين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أبريل 2018؛ ما أدى إلى انسحاب العاملين الإنسانيين من مناطق معينة، وحولت المساعدات الإنسانية لصالحها وأعاقت الإمدادات الغذائية.
وعلى الرغم من البيانات الأممية التي تدين المليشيات الحوثية بارتكاب كل هذه الجرائم، إلا أنّ المجتمع الدولي متهمٌ بالتساهل أمام المليشيات وتمكينها من ارتكاب كل هذه الجرائم والانتهاكات.
كما أنّ الأمم المتحدة متهمةٌ كذلك بالصمت أمام آلاف الخروقات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية لاتفاق السويد، والتي تخطّت الـ11 ألف خرق، وهو ما قضى على فرص إحلال السلام وإنهاء الحرب.