لماذا أغلق الحوثيون مساجد سنحان أمام مصلي الجمعة؟

الجمعة 25 أكتوبر 2019 20:09:24
لماذا أغلق الحوثيون "مساجد سنحان" أمام مصلي الجمعة؟

"بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال".. الآية القرآنية التي يحفظها ملايين المسلمين على وجه الأرض، بات على آلاف القاطنين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي أن يواجهون حرمانًا من أفضالها، بعدما توالت انتهاكات الانقلابيين لبيوت الله.

أضاف الحوثيون اليوم جُرمًا وانتهاكًا جديدًا في حق بيوت الله، حيث أغلقت المليشيات عددًا من المساجد بمديرية سنحان في صنعاء؛ لإجبار الناس على الصلاة في المساجد التابعة لهم

الواقعة حدثت في قرية مقولة، حيث عيّنت المليشيات خطيبًا مواليًّا لها لأداء صلاة الجمعة في مسجد تابع لها، فيما أغلقت المساجد الأخرى لتجبر السكان على أداء الصلاة في المسجد التابع بها، وبالتالي تغرس أفكارها الطائفية في عقولهم.

وبحسب شهود عيان نشروا رواياتهم على الواقعة، فإنّ قياديًّا حوثيًّا يدعى "أبو عديل" قام بإغلاق المسجد بعد الوشاية للمليشيات عن عجزهم في تحريض المصلين بسبب أدائهم للصلاة في مساجد أخرى غير تابعة للمليشيات، وتم الرفع من خلال مذكرة بإغلاق هذه المساجد حتى يتم سحب المصلين إلى المسجد التابع للمليشيات.

الواقعة لم تحدث فقط في هذه القرية، لكنَّ المليشيات أقدمت على ارتكاب الجُرم نفسه في مناطق أخرى بالمديرية، ما يؤكّد أنّ هذه سياسة ممنهجة يتبعها الحوثيون ضد المساجد.

وكثيرًا ما استغلت المليشيات، المساجد بمناطق سيطرتها، في جمع الأموال وحث المواطنين على الذهاب لجبهات القتال، كما تقوم بتدريس أفكارها الطائفية، وإلقاء المحاضرات التحريضية بشكل يومي في المساجد لتكريس الطائفية وتمزيق ما تبقى من النسيج الاجتماعي.

وسبق أن عرض الناطق باسم التحالف العربي العقيد تركي المالكي مقطع فيديو يُظهر مليشيا الحوثي، وهي تدرِّب عناصرها في المساجد على زرع الألغام بالبحر الأحمر.

اللقطات التي عرضها التحالف، كشفت عن وجه إرهابي للمليشيات الحوثية، لكنّها ليست المرة الأولى التي تتكشف فيها معلومات من هذا الصدد، فسبق أن تم رصد معامل لصناعة الألغام في المساجد، في انتهاك مروع لحرمة بيوت الله.

ومنذ الحرب التي أشعلتها المليشيات في صيف 2014، يستهدف الانقلابيون مئات المساجد ودور تحفيظ القرآن بالتفجير والقصف، وحوَّلوها إلى ثكنات عسكرية، في محاولات لخلق صراعات طائفية في المناطق التي تحاصرها.

كما أقدمت عناصر المليشيات الموالية لإيران على نهب محتويات المساجد، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وكافة الأعراف والقوانين الدولية التي تجرم التعدي على المقدسات الدينية ودور العبادة، كما حوَّلت المليشيات عددًا من المساجد في مناطق سيطرتها إلى ثكنات عسكرية.