إيران وأشقاؤها الإرهابيون.. أشرار هزمهم اتفاق الرياض

الاثنين 11 نوفمبر 2019 19:33:00
إيران وأشقاؤها الإرهابيون.. "أشرار" هزمهم اتفاق الرياض

مثَّل اتفاق الرياض، الذي وُقِّع قبل أيام بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، أمرًا شديد الأهمية في مسار الحرب على الذراع الإيرانية اليمن، وهي المليشيات الحوثية، ما يُفقِد طهران حلقة استراتيجية من قبضتها.

تتفق مع ذلك، صحيفة "اليوم" السعودية التي قالت إنَّ اتفاق الرياض جاء كصفعة مدوية في وجه نظام الملالي، وأضافت - في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان "البؤر المشتعلة واتفاق الرياض" - أنَّ الأحداث الدامية في العراق والأزمات التي لا تكاد تخفى في اليمن وسوريا ولبنان سببها الرئيسي هو التدخل الإيراني السافر في مفاصل السياسة في تلك الدول.

وقد حذر المجتمع الدولي من مغبة هذا التدخل لما خلفه ويخلفه من فتن طائفية طاحنة وخطابات كراهية يحاول النظام الإيراني زرعها في شوارع تلك الدول؛ لتأجيج الصراعات في ساحاتها ومحاولة عرقلة التسويات العقلانية لاحتواء تلك الأزمات.

وأضافت الصحيفة أنَّ هذه التدخلات لا ترمي إلا لزعزعة استقرار وسيادة دول المنطقة والعمل على بسط نفوذ النظام الإيراني لتمرير حلم أسطوري قديم بإقامة الإمبراطورية الفارسية المزعومة على أنقاض حرية واستقرار وسيادة تلك الدول.

وتابعت: "تفاجأ النظام الإيراني بصفعة مدوية إثر الخروج بالقرارات السديدة والحكيمة التي تمخّض عنها اتفاق الرياض حيث اتفقت كافة تلك الأطراف على إنهاء وتسوية النزاعات، وهو أمر أدخل الفزع والرعب لعقول حكام طهران المريضة التي لا تريد سلامًا في اليمن".

وأشارت إلى أنَّه في خضم هذه الأحداث على الساحة العراقية تحديدًا، رفع زعيم مليشيا الحوثي عقيرته متهمًا بعض الأطراف بتصعيد الأوضاع المتردية في العراق، ولم يشر من قريب أو بعيد إلى النظام الإيراني الذي أبعد عنه تمامًا محاولات التضليل ومحاولات نشر الفوضى والاضطراب فوق أرض ما زالت ترفض تواجده عليها، فهو سبب خراب العراق وأزماته الحالية، وهو سبب كافة الأزمات التي تمر في المنطقة.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ القلق يرتاب النظام الإيراني جراء ما توصل إليه الفرقاء في اليمن كما ينتاب المليشيات الحوثية أيضًا، مشيرةً إلى أنّ ما يحدث حاليًّا من مظاهرات واضطرابات في لبنان والعراق ليس إلا نتيجة لتغلغل النظام الإيراني في البلدين اللذين ما زالا يرفضان رفضًا قاطعًا ألوان الطائفية والجرائم التي يمارسها النظام بحق المواطنين في البلدين.

واختتمت الصحيفة بالقول: "لن تهدأ العراق واليمن وسوريا ولبنان إلا برفع يد النظام الإيراني عن هذه الدول الرافضة لتدخله السافر، ورفضها لتواجده الذي مازال يكبد تلك الدول خسائر فادحة ويحاول بث فتنه وطائفيته فيها ليصيب استقرارها وأمنها وسيادتها في مقتل".

ويُنظر إلى اتفاق الرياض بأنّه خطوة مهمة على سبيل الحل السياسي الشامل، بالإضافة إلى كونه يضبط مسار الحرب على المليشيات الحوثية.

وعلى مدار سنوات الحرب العبثة التي أشعلتها المليشيات في صيف 2014، تسبّب اختراق حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي لمفاصل حكومة الشرعية في تشويه مسار الحرب وتحريف بوصلتها بعدما ارتمى في أحضان الحوثيين، وطعن التحالف العربي من الظهر.

إزاء ذلك، عملت قطر وتركيا وإيران إلى جانب المليشيات الحوثية على إفشال المحادثات التي جرت في مدينة جدة السعودية والتي أفضت إلى اتفاق الرياض.

المحاولات الحوثية لإفشال هذا المسار تجلّت منذ اللحظة الأولى، وذلك لقناعة المليشيات أنّ هذه الخطوة تهدف إلى ضبط بوصلة الحرب على الانقلابيين، وهو أمرٌ يمثل خطوة أولى على صعيد حسم الحرب عسكريًّا وضبط الأمور سياسيًّا.

في هذا السياق، تكشف مصادر مطلعة أنَّ المليشيات الحوثية حاولت منذ اللحظات الأولى لحوار جدة على عدم نجاح اللقاء وتوحيد الصف، بل حاولوا الاستعانة بدول وأشخاص للتشويش على الحوار ونسف الجهود وإفشال المبادرة، سواء من خلال الإغراءات أو الدعم الإعلامي الذي كان يردد معلومات حول فشل الحوار وتشويهه وغرس الدسائس عبر ذراعهم الإعلامية في تركيا وقطر وإيران.

وحاول الحوثيون بث الشائعات عبر إدعاء حصولهم على معلومات بوجود خلافات كبيرة بين أعضاء الوفدين وتوقف اللقاءات، إلى جانب محاولات إشعال الفتن في الداخل بين أهالي القرى وبعض المحافظات لكنها باءت جميعها بالفشل.

وعمل الحوثيون بكل الطرق والوسائل على التصعيد في الداخل من أجل نسف الاتفاق وفق المصادر التي أشارت في حديثها لصحيفة الوطن السعودية، التي قالت إنّ اتفاق الرياض كسر كل أحلام الميليشيات الإيرانية وبعثر أوراقهم، في وقت يتجرعون علقم الهزائم ونقص المقاتلين وضعف قواهم.