البطش الحوثي.. لماذا اعتقلت المليشيات عشرات التجار في إب؟

الثلاثاء 12 نوفمبر 2019 16:26:52
البطش الحوثي.. لماذا اعتقلت المليشيات عشرات التجار في إب؟

واصلت المليشيات الحوثية ممارساتها التي تستهدف التجار في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بغية تكوين ثروات مالية طائلة.

مليشيا الحوثي في محافظة إب الواقعة تحت سيطرتها، أقدمت على اعتقال عشرات التجار من أبناء المحافظة ومن المستثمرين فيها من خارجها بعد رفضهم لدفع جبايات مالية كبيرة للمليشيات.

وفرضت المليشيات الحوثية جبايات وإتاوات مالية على التجار وبخاصةً السلع القادمة من صنعاء، إضافةً إلى وجود جمارك بمنافذ المحافظة تهدف لفرض ضرائب تنعكس سلبًا على أسعار المواد الغذائية والتجارية وارتفاعها بشكل جنوني.

ورفض التجار الابتزاز المتواصل والمستمر والكبير من المليشيات ما جعل مسلحي الحوثيين يقومون باعتقالهم بعد أن ضاق بهم الحال جرّاء الابتزاز المستمر.

وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، جنت المليشات الحوثية خلال حربها العبثية الكثير من الأموال عبر فرض الإتاوات التي مكّنت قادتها من تحقيق ثروات مالية طائلة.

ففي إتاوات حوثية جديدة، فرضت مليشيا الحوثي إتاوات كبيرة على مصانع ومعارض مواد البناء في محافظة إب.

وأفادت مصادر حقوقية بأنّ المليشيات فرضت على مصانع البلك والبلاط وكسارات الحجارة ومعارض مستلزمات مواد البناء بدفع مليون ريال، عن كل مصنع ومعرض تحت مسمى دعم فعاليات المولد النبوي.

المصادر أوضحت كذلك أنّ المعارض والمصانع تعد بالعشرات ما يعني أن الإتاوات ستصل إلى عشرات الملايين.

كما هدّدت المليشيات، ملاك المعارض بالسجن أو الدفع بهم إلى الجبهات في حال عدم دفع المبالغ المحددة عليهم.

ولا تتوقّف مليشيا الحوثي عن الممارسات التي تستهدف تحقيق ثروات مالية طائلة عبر إجراءات ترويعية تقوم على ابتزاز أصحاب الأموال.

وشهدت الفترة الأخيرة، توسُّعًا حوثيًّا في فرض وتجميع الجبايات والإتاوات من السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في سياسة تهدف من ورائها المليشيات إلى جني أكبر قدر ممكن من الأموال لتمويل حربها العبثية من جانب، وتكوين ثروات مالية طائلة من جانب آخر.

ونفّذت المليشيات قبل أيام، حملات مكثفة على جميع المحلات التجارية للمطالبة بدفع الضرائب والواجبات الزكوية ومطالب أخرى بمحافظة ذمار، حيث فرض الحوثيون مبالغ كبيرة على جميع المحلات التجارية، بالإضافة إلى مبالغ أخرى على بائعي القات، وهددت من يرفض دفعها بالسجن، ولن يتم الإفراج عنه إلا بعد دفعها ودفع غرامات مالية.

ووزّعت المليشيات عناصرها عبر مكتب الواجبات الزكوية، ثم مكتب الضرائب، ويليه مكتب التحسين، حيث فرضت مبالغ جديدة على أصحاب المحلات والباعة المتجولين مبالغ جديدة تحت مسمى رسوم تحسين، فيما توزّعت مجموعة حوثية أخرى على تجار الجملة تطالبهم بدفع مبالغ مالية مهولة لدعم فعالياتها في ذكرى المولد النبوي الشريف.

ومن خلال الإتاوات، استطاعت المليشيات الحوثية جني الكثير من الأموال، بغية إطالة أمد الحرب إلى وضعهها الراهن، والاستمرار في تكبيد المدنيين أعباءً إنسانية فادحة، بالإضافة إلى تكوين ثروات مالية لمواجهة الأزمة المالية التي تمر بها.

وقبل أيام، هدّدت المليشيات، على لسان حمود عباد المُعين من قبل الحوثيين أمينًا لصنعاء، مدراء المديريات ومدراء المكاتب التنفيذية باتخاذ إجراءات عقابية بحقهم في حال عدم رفع الإيرادات.

وتشمل هذه الإجراءات العقابية التي هدّد بها القيادي الحوثي، وفق مصادر محلية، إيقاف هؤلاء المدراء عن العمل وتغييرهم على الفور، في حال عدم الالتزام بهذه التعليمات.

ودعا القيادي الحوثي، مدراء المديريات إلى تكثيف حملات النزول الميداني على مالكي المراكز والمحلات التجارية والمطاعم والشركات والصيدليات والفنادق وإجبارهم على دفع جبايات مالية غير قانونية بذرائع مختلفة من بينها (رسوم نظافة، موسم، تراخيص جديدة، واجبات، ضرائب).