قرب استعادة الدولة.. نسيم الحرية الذي يتنفّسه الجنوبيون

الجمعة 22 نوفمبر 2019 00:01:48
قرب استعادة الدولة.. "نسيم الحرية" الذي يتنفّسه الجنوبيون
في ظل التكاتف بين أضلاع المثلث الجنوبي، المتمثلة في المجلس الانتقالي المحنكة والقوات المسلحة الباسلة والشعب الواعي الصامد، تؤشر كافة القراءات والتطورات إلى أنّ استعادة دولة الجنوب وتحرُّرها من الاحتلال أصبح أقرب من أي وقتٍ مضى.
تشير كافة التطورات السياسية والعسكرية إلى أنّ دولة الجنوب أصبحت أمرًا واقعًا، لا سيّما بعد التوقيع على اتفاق الرياض في وقتٍ سابق من شهر نوفمبر الجاري، الذي يضبط مسار الحرب على المليشيات الحوثية بعدما شوّه حزب الإصلاح هذا المسار على مدار السنوات الماضية، ما أسفر عن تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا.
اللافت أنّ مرحلة اتفاق الرياض وما أعقبها مباشرةً مثَّلت إقرارًا إقليميًّا ودوليًّا بحق الشعب الجنوبي وقضيته العادلة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وهو ما يعتبر خطوة شديدة الأهمية حتى تحقيق النصر الأكبر المتمثّل في استعادة الدولة وفك الارتباط.
الإقرار الإقليمي والدولي بعدالة القضية الجنوبية يرتبط بالكثير من الحقائق التي حدثت خلال السنوات الماضية، لعل أهمها الجهود والتضحيات التي قدَّمتها القوات الجنوبية في الحرب على المليشيات الحوثية، ودورها الباسل في تحرير الكثير من المناطق سواء في الأراضي الجنوبية أو حتى في مناطق الشمال، ما يبرهن مواجهة حقيقية للإرهاب.
خلافًا لذلك، فقد مارست حكومة الشرعية، وهي تحت الاختراق الإخواني، الكثير من العبث بمسار الحرب لا سيَّما البوصلة التي شوَّهتها بعدما عرقل حزب الإصلاح إتمام النصر على الحوثيين سواء عبر تجميد جبهات استراتيجية مع الحوثيين أو تسليم الانقلابيين مواقع أخرى، وهو ما كبَّد التحالف العربي مسؤولية تأخُّر حسم الحرب.
نجاح القوات الجنوبية في طرد المليشيات الحوثية يبرهن على أنّ الجنوب يمتلك قوات مسلحة قادرة على ردع الأعداء، ما يمثل رسالة شديدة الحزم والوضوح بأنّ الهلاك سيكون مصير كل من يحاول النيل من الجنوب أو الاقتراب من أراضيه.
نجاح الجنوب في مكافحة الإرهاب يحظى بتفاعل إيجابي كبير للغاية من المجتمع الدولي، لا سيّما أنّ هذه النجاحات تبرهن للعالم أجمع أنّ الجنوب حليف موثوق فيه على صعيد التصدي للجماعات الإرهابية، لا سيّما في شرق أوسط تتداخل خيوطه وتتشابك قضاياه، وكان شاهدًا على ظهور وترعرع تنظيمات متطرفة، استغلت حالات الفراغ الأمني التي سادت في مناطق عديدة بعد الاحتاجاجات التي انطلقت في 2011.
كل هذه التطورات يرجع الفضل فيها إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي نجح في وضع قضية الجنوب العادلة على طاولة العالم، بل جعل الجنوب كذلك طرفًا أساسيًّا في معادلة الحل السياسي الشامل في اليمن.
وتعبيرًا عن حنكة القيادة السياسية الجنوبية، فقد كان التركيز منصبًا أولًا على هزيمة المشروع الإيراني عبر القضاء على المليشيات الحوثية، مع العمل في الوقت نفسه على التصدي لمؤامرات تستهدف الجنوب من قِبل أطراف تتوارى وراء عباءة الشرعية.