حرب حوثية على التعليم.. تسرُّبٌ وحرمانٌ وأشياء أخرى

السبت 23 نوفمبر 2019 18:47:02
حرب حوثية على التعليم.. تسرُّبٌ وحرمانٌ وأشياء أخرى
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، نال قطاع التعليم صنوفًا عديدة من الانتهاكات جرّاء الممارسات التي يرتكبها الانقلابيون.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قالت إنَّ أكثر من مليوني طفل محرومون من التعليم، وأوضحت أنّ أكثر من 2000 مدرسة تضررت أو تدمرت بسبب الحرب في اليمن.
وكشفت اللجنة في تقرير بعنوان "طفولة منقوصة عواقب النزاع على أطفال اليمن"، عن حجم الدمار الذي تعرض له القطاع التعليمي، وانعاكس ذلك على مستقبل الأجيال، وأشارت إلى تدهور العملية التعليمية في اليمن، بالإضافة للتدمير الممنهج لمنظومة التعليم وتفخيخ عقول الطلاب من قبل مليشيا  ، التي تغرس أفكارها الطائفية في عقول النشء.
أصبح النظام التعليمي في اليمن تحت سيطرة المليشيات الحوثية، وفق صحيفة البيان، معامل لغسل أدمغة مئات الآلاف من الناشئة، وساحات للصراع الطائفي التحريضي، وسوقًا سوداء للكتب، وتعطيلًا للتعليم، بما يساهم في تفخيخ عقول الأطفال لضمان تجنيدهم.
واستنفرت المليشيات عبر لجانها المزروعة بوزارة التربية والتعليم في حكومتها غير المعترف بها، لتعديل المناهج التعليمية لطلاب المرحلة الأساسية، وتفخيخها بأجندات طائفية، وبالأخص المتعلقة بمواد التربية الوطنية، الهادفة لطمس الهوية الوطنية والدينية ‎لليمنيين بمخاطر ثقافية وفكرية تشوش عقول الطلاب، وتوجههم الوجهة الخاطئة، ممن لا يزالون في سن الطفولة.
كما تدخلت المليشيات الحوثية في الإذاعات المدرسية لتوجهها بتحديد مواضيع خاصة تندرج في إطار الشحن الطائفي لاستقطاب طلاب جدد لجبهاتها.
بالإضافة إلى ذلك، أوقفت الحوثي مطابع الكتاب المدرسي وخصصتها لطبع ملازمها وكتبها الطائفية، كما لم تسلم المناهج الدراسية من متاجرة ميليشيا إيران، حيث أصبح لها سوق سوداء خاصة بها للبيع في أرصفة الشوارع وبمبالغ كبيرة، في حين يذهب أغلب التلاميذ إلى مدارسهم في مناطق سيطرة الميليشيا دون كتب مدرسية حتى الآن رغم بدء العام الدراسي.
كما عملت المليشيات الحوثية على تهميش الكوادر التربوية وأحلت بدلًا عنهم محسوبين عليها دون كفاءة بعد أن نهبت وصادرت مرتبات المعلمين والمعلمات للعام الرابع على التوالي في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وفي إحصاءات مروعة، تُقدِّر تقارير رسمية أنّ الحرب الحوثية أفرزت عن 4,5 مليون طفل تسربوا وحرموا من التعليم.
ومن بين أسباب التسرب، قصف المليشيات للمدارس، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وسعيها إلى تعطيل العملية التعليمية، والاستفادة من الأطفال في التجنيد والزج بهم في جبهات القتال، إضافة إلى وضع مناهج تدعو للطائفية والكراهية وتهدد النسيج الاجتماعي، وقطع الميليشيا لمرتبات المعلمين لأكثر من أربع سنوات على التوالي.
وحوَّلت المليشيات، المدارس إلى ثكنات عسكرية ومخازن للأسلحة، وإلى مأوى يقصدها نازحو الحرب، كما تسببت في تعطيل 21% من المدارس، وأصبحت غير صالحة للعملية التعليمية، لتكتمل العبثية بتدمير وتضرر أكثر من 2800 مدرسة ومنشأة تعليمية 80 % من الأبنية المدرسية التي أصبحت خارج نطاق العملية التعليمية.
وفي وقتٍ سابق، كشف تقرير نقابي عن انتهاكات مروعة من المليشيات الحوثية بحق العاملين بالقطاع التعليمي، حيث أكد التقرير مقتل 1500 من العاملين في القطاع التعليمي بينهم معلمون ومعلمات، وإصابة 2400 آخرين منذ 4 سنوات، و32 حالة اختفاء قسري لمعلمين اختطفتهم المليشيات من منازلهم ومدارسهم.
كما فجَّرت المليشيات 44 منزلًا تابعًا لمعلمين باستخدام الألغام، في محافظات صعدة وعمران وحجة وصنعاء، ولم يحصل 60% من إجمالي العاملين بالقطاع التعليمي البالغ عددهم 290 ألف موظف على مرتباتهم منذ أربعة أعوام بعد نهب المليشيات الحوثية لها.