الجنوب وأبعاد اتفاق الرياض.. وطنٌ على طريق التحرُّر

الخميس 28 نوفمبر 2019 21:57:47
الجنوب وأبعاد اتفاق الرياض.. وطنٌ على طريق التحرُّر
مثّل اتفاق الرياض نقطة محورية في مسار القضية الجنوبية العادلة، التي يحملها المجلس الانتقالي باعتباره الممثل الشرعي للشعب الجنوبي.
الاتفاق الموقَّع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في الخامس من نوفمبر الجاري، في العاصمة السعودية الرياض، منح القضية الجنوبية أبعادًا إقليمية ودولية شديدة الأهمية والتأثير، بعدما  عمدت أنظمة الحكم المتعاقبة على الشمال على تهميش القضية الجنوبية.
يتفق مع ذلك المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر الذي شدَّد على أهمية ومحورية ‏القضية الجنوبية، وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "أبناء الجنوب لعبوا دورًا كبيرًا لا يمكن الإغفال عن تأثيره في مواجهة مشروع إيران في اليمن".
وأضاف الزعتر: "اتفاق الرياض جاء ليرضي كافة الأطراف اليمنية، لكنه أيضا عبر الترحيب والإهتمام الدولي بإتفاق الرياض سعى لإعطاء القضية الجنوبية بعدًا واهتمامًا دوليًّا".
اتفاق الرياض يمكن القول إنّه ينضم إلى سلسلة المكاسب التي حقّقها الجنوب خلال الفترة الأخيرة على الصعيدين السياسي والعسكري، وقد نقل القضية الجنوبية من الإطار المحلي إلى البُعدين الإقليمي والدولي.
جرّاء ذلك التأثير، أصبح لا يمكن النظر إلى القضية الجنوبية بنفس المرآة التي كان يُنظر إليها قبل الخامس من نوفمبر، عندما تمّ التوقيع على اتفاق الرياض، حيث صحّحت هذه الخطوة كثيرًا من الأمور، أهمها إعادة قضية الجنوب العادلة إلى الطاولة من جديد.
وتعبيرًا عن الحنكة السياسية التي تتمتّع بها القيادة السياسية الجنوبية، فقد واصل المجلس الانتقالي جهوده الهائلة التي ترمي جميعها إلى هدف واحد، وهو فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب، وهو ما يتجلَّى في الحراك الدبلوماسي الكبير الذي يجريه المجلس في هذه الآونة.
فخلال الأسبوع الماضي فقط، التقى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس عيدروس الزُبيدي، سفيرة مملكة هولندا أرما ماري فان ديورون، وسفير المملكة المتحدة مايكل آرون، والسفير الأمريكي كريستوفر هنزل، والسفير الروسي لدى الإمارات سيرجي كوزنيتسوف ومسؤول الشؤون السياسية الروسية مكسيم سليساريف.
اللافت أنّ هذه الاجتماعات التي عُقدت في غضون أربعة أيام فقط، جمعت بين سفراء دول عظمى لها الكثير من النفوذ على مستوى العالم، وهو ما يُعضِّد من قوة القضية الجنوبية على مستوى العالم، وينضم ذلك ضمن الجهود التي تؤديها القيادة السياسية الجنوبية لتحقيق حلم شعبها المنشود.
الاجتماعات مع السفراء ناقشت جميعها تطورات القضية الجنوبية العادلة، وقد نقل الرئيس الزُبيدي خلالها حق الجنوبيين في استعادة دولتهم، بالإضافة إلى التزام القيادة الجنوبية بالعمل على مكافحة الإرهاب في المنطقة.
وإذا كان اتفاق الرياض يُنظر إليه بأنّه انتصارٌ جنوبي ملهم، يُحقق أهداف وتطلعات المرحلة فيما يتعلق بضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، فإنّ نقل القضية الجنوبية إلى دول العالم أجمع عبر الدبلوماسية المُحنكَة للمجلس الانتقالي يعتبر نصرًا لا يقل أهمية.