زيارة الزُبيدي للبطل باحمدان.. قيادة سياسية تقدر تضحيات أبنائها

الثلاثاء 3 ديسمبر 2019 20:35:00
زيارة الزُبيدي للبطل باحمدان.. قيادة سياسية تقدر تضحيات أبنائها

لم تكن زيارة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، للجريح البطل سعيد أحمد باحمدان مجرد زيارة من قائد لأحد أبنائه، بقدر ما عكست حالة التكاتف القوية التي تُصنع أمامها أمجاد القضية الجنوبية العادلة.

الرئيس الزُبيدي أجرى زيارةً للجريح البطل سعيد أحمد باحمدان، ابن مديرية غيل باوزير، وذلك استجابة للنداء الذي وجهه أبناء محافظة حضرموت.

وخلال الزيارة، اطمأن الرئيس القائد على صحة الجريح البطل باحمدان، حاثًا الأطباء المعالجين على إيلائه العناية الطبية اللازمة، كما وجه رئيس دائرة الشهداء والجرحى في الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس، بمتابعة إجراءات نقله إلى الخارج لاستكمال العلاج.

وطمأن الرئيس الزُبيدي في ختام زيارته، أسرة الجريح باحمدان بأن المجلس الانتقالي سيقف إلى جانبهم حتى يعود إليهم سالمًا معافى بإذن الله.

و"سعيد باحمدان"، هو أحد منتسبي القوات الجنوبية، وأصيب خلال تصديه بمعية زملائه لأحداث الفوضى التي حاولت أن تختلقها بعض العناصر الخارجة عن النظام والقانون في شهر أغسطس الماضي.

زيارة الرئيس الزُبيدي للاطمئنان على باحمدان تحمل الكثير من المعاني، لا سيّما فيما يتعلق بالتكالف بين أضلاع المثلث الجنوبي، وهي القيادة السياسية والقوات المسلحة والشعب، وهو تكاتف يمثل عنصر قوة كبيرة للجنوب وقضيته العادلة.

هذا التكاتف بين القيادة الجنوبية سياسيًّا وعسكريًّا مع الشعب يمكن القول إنّه حائط الصد الأول في دحر كافة المؤامرات، فقد برهنت الفترة الماضية أنّ الجنوب يملك قيادة سياسية واعية، ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يحمل على كاهله مسؤولية الحلم الجنوبي الكبير، وهو استرداد الدولة وتحريرها سواء من الاستهداف الحوثي أو الاستهداف الإخواني، وقد كان المجلس عند المأمول منه بعد مشاركته الفعالة في المحادثات التي أفضت إلى اتفاق جدة مع حكومة الشرعية.

ونجح المجلس في نقل القضية الجنوبية إلى الصعيدين الإقليمي والدولي، كما استطاع أيضًا أن يجعل الجنوب جزءًا من الحل السياسي الشامل مما سيضع الحلم الجنوبي على الطاولة، وصولًا إلى اتخاذ خطوات فاعلة على الأرض من أجل تحقيق هذا المطلب الشعبي العام، المتمثّل في فك الارتباط عن الشمال.

"الضلع الثاني" في مثلث القوة الجنوبي يتمثَّل بالقوات المسلحة الجنوبية، أسود الميدان الذين كانوا على قدر المسؤولية، سواء في مواجهة العدو الحوثي أو العدو الإخواني، وهما عدوَّان استهدفا السيطرة على الجنوب واحتلال أراضيه.

القوات المسلحة الجنوبية استطاعت على مدار سنوات أن تدحر المليشيات الإخوانية ونظيرتها الحوثية، لتؤكّد أنّ للجنوب درعًا يحمي الأرض وسيفًا يصون أمن الوطن، وقد أثبتت القوات الجنوبية عن شراكتها مع التحالف العربي في الحرب على المليشيات الحوثية، على عكس حزب الإصلاح المخترِق لحكومة الشرعية، والذي ارتمى في أحضان المليشيات وكبّد التحالف تأخُّر حسم الحرب.

الضلع الثالث وهو الأهم في "مثلث القوة"، وهو وعي الشعب الجنوبي والتفافه حول قيادته السياسية وإدراكه لحجم التحديات الراهنة، وهو على استعداد تام لتقديم كل التضحيات فداءً لوطنه وتحقيقًا لحلمه الكبير.