بعد تقديم استقالتها.. مذيعة إيرانية: لا أتحمل كذب النظام وقتل المحتجين

أعلنت مذيعة إيرانية بارزة استقالتها بعد 13 عاماً من عملها بالتلفزيون الرسمي الإيراني، بسبب ما وصفته بـ"كذب النظام" وعلى خلفية قتل المحتجين.
وكتبت جيلار جباري استقالتها عبر موقع "أنستقرام" بالتزامن مع اندلاع احتجاجات عقب إسقاط مليشيا الحرس الثوري طائرة ركاب أوكرانية على متنها 176 شخصاً، 8 يناير/كانون الثاني الجاري.
وأكدت جباري، وهي الأقدم عملاً بين مذيعات التلفزيون الإيراني (الناقل الرسمي في البلاد) في منشور لها، السبت، أنها لن تعود مطلقاً لعملها داخل المحطة الثانية بعد استقالتها، بسبب عدم ارتياحها إثر الحوادث المؤلمة التي شهدتها بلادها، وفق قولها.
وأضافت المذيعة الإيرانية في منشورها أن "قتل أبناء وطنها كان أمراً يصعب عليه تصديقه، لكنها صدقت بعد فوات الأوان".
واعتذرت المذيعة جيلار جباري عن كذبها على متابعي التلفزيون الإيراني طوال 13 عاماً مضت، داعية إياهم لقبول اعتذارها والعفو عن هذا الخطأ، حسب تعبيرها.
وتلقت أوساط النخبة في إيران صدمة جراء اعتراف مليشيا الحرس الثوري الإيراني بإسقاط الطائرة الأوكرانية من طراز بوينج 737 التي كان أغلب ركابها إيرانيون.
وانتقد عشرات المشاهير الإيرانيين التستر الرسمي على أسباب الحادث لنحو 3 أيام منذ 8 يناير/كانون الثاني، حيث تبنى مسؤولون إيرانيون نظرية المؤامرة، إضافة لخطأ فني أدى إلى سقوط الطائرة.
واندلعت احتجاجات بأنحاء متفرقة من البلاد هاجم خلالها المتظاهرون المرشد الإيراني علي خامنئي، داعين إياه للتنحي، ومليشيا الحرس الثوري التي أصابت دفاعاتها الطائرة المنكوبة بصاروخين تزامناً مع هجمات ضد قواعد عسكرية أمريكية في العراق.
استقالة جباري بسبب قمع المتظاهرين سواء بالاحتجاجات التي أعقبت إسقاط الطائرة الأوكرانية، أو ضمن ما عرفت إعلامياً بثورة البنزين، نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، دفعت وسائل إعلام إيرانية للهجوم عليها والاستخفاف باعتزالها العمل الإعلامي.
يذكر أن جيلار جباري (30 عاماً) المولودة بمقاطعة شميرانات بالعاصمة طهران، بدأت عملها كمراسلة في سن السادسة عشرة من عمرها، ثم انتقلت لتقديم البرامج التلفزيونية لاحقاً.
وبدأت جباري التي أنهت دراستها الجامعية بقسم الصحافة، في تقديم برنامج بعنوان "صباح الخير إيران" يبث عبر التلفزيون الإيراني الرسمي منذ عام 2009، ثم تنقلت بين عدد من البرامج الأخرى حتى استقالتها نهائياً.