تعهُّدات الحوثي لجريفيث.. وعودٌ تنتظرها أدراج الرياح

السبت 25 يناير 2020 14:14:36
تعهُّدات الحوثي لجريفيث.. وعودٌ تنتظرها أدراج الرياح

جولة سياسية جديدة خاضها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، الذي غادر صنعاء مُحمّلًا بكثيرٍ من الوعود التي لا يُنظر بأي قدرٍ من التفاؤل.

وغادر جريفيث، ونائبه معين شريم، صنعاء، بعد زيارة استغرقت يومًا واحدًا التقى المبعوث الأممي خلالها زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي وعدد من قيادات المليشيات.

مصادر "المشهد العربي" قالت إنّ جريفيث حصل على حزمة من الوعود بشأن الالتزام بالتهدئة وعدم التصعيد، بعد أن هدَّد زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي، خلال اللقاء بعدم الالتزام بالتهدئة ما لم تتوقف الغارات الجوية وتفتيش السفن القادمة الى الحديدة.

وأضاف المصادر أنَّ الحوثيين وعدوا بتسهيل عمل البعثة الأممية لمراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة لكنهم تذرعوا بالقانون وما وصفوه بانتهاك السيادة.‎

الوعود التي حملها جريفيث في جعبته وهي يغادر صنعاء، ليست الأولى من نوعها، ففي أكثر من مناسبة قدّمت المليشيات وعودًا للمبعوث الأممي حول التزامهم بالتهدئة وإحلال السلام إلا أنها سريعًا ما تذهب أدراج الرياح.

وتزامنت جولة جريفيث في صنعاء ولقاؤه مع عددٍ من قادة المليشيات مع تصعيد حاد على الأرض، تمارسه المليشيات في أكثر من جبهة، وهو ما يبرهن على النوايا الخبيثة لهذا الفصيل في مساعيه نحو إطالة أمد الحرب وإفشال أي مسار سياسي.

وكانت السعودية قد أعلنت على لسان نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، أنَّها نجحت في الضغط على الحوثيين للجلوس على طاولة للحوار في سبيل إيجاد حل للمشكلة في اليمن والوصول إلى اتفاق سياسي طول الأمد، غير أنَّ الحوثيين لم يلتزموا بأي اتفاق منذ أن تواجدوا على الساحة.

وأضاف أنَّ المملكة أعلنت وقف إطلاق النار في سبع مناسبات، ودعمت جميع مبادرات الأمم المتحدة؛ إلا أن الحوثيين دائمًا ما ينتهكون وقف إطلاق النار في كل مناسبة.

وأشار إلى أنَّ الحوثيين يقفون عائقًا دون الوصول إلى سلامٍ في اليمن، ويتهربون منها، لذا فهُم من يمثلون العقبة والعائق، والكرة في ملعبهم الآن.

وتابع: "يتوجّب عليهم الاختيار بين أن يكونوا مليشيات إيرانية في اليمن ويكونوا حزب الله آخر في اليمن يطلق الصواريخ الباليستية ويمتلك أسلحة ثقيلة، أو أن يكونوا حزبًا سياسيًا في اليمن.. نحن نريدهم أن يكونوا جزءًا من اليمن لا جزءًا من إيران".

يُشير كل ذلك إلى أنّه لا يمكن الثقة في أي وعود تأخذها المليشيات الحوثية على نفسها فيما يتعلق بالسير في طريق السلام، وأنّه أصبح من اللازم أن يُقدِم المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات رادعة تُجبر الحوثيين على الانخراط في طريق السلام.