عدن بخير

رغم كل شيء إلاّ ان عدن في خير ،ومايحدث فيها في حساب المنطق هو أمر أقل من الحد الطبيعي المتوقع حدوثه.

عدن تمر بمرحلة استثنائية وهي مستهدفة من كثير من القوى كالإرهاب ، والشرعية الفاسدة الداعمة له ، كما هي مستهدفة من دول إقليمية،جندت كل امكاناتها المالية والإعلامية، لمنع حدوث استقرار ونهضة لعدن والجنوب يمكنها ان تهيىء مقومات استعادة الدولة الجنوبية المنشودة.

ان تحدث عملية إرهابية هنا أو هناك في عدن ليس دليلا على غياب الأمن فمثل ذلك يحدث في بلدان أكثر أمناً واستقرارًا ، وقد يستمر حدوث ذلك ونعلم اننا جميعاً مشاريع شهادة يمكن ان ندفع حياتنا ثمناً لانتصار مشروعنا الوطني وان حدث لن نقول بأننا قد فشلنا وان مشروع استعادة دولتنا في خطر.

على الواقع تعيش عدن استقراراً وأمناً ، وحركة استثمارية متواصلة تتمثل بافتتاح عدد كبير من المشروعات التي ينفق أصحابها المليارات في سبيل إنجازها، ومن الطبيعي ان رأس المال وكما يقال "جبان " ولايمكن له المجازفة في أوضاع غير مستقرة،أو في حال كانت المدينة على كف عفريت كما يصورونها.

وصلت المدينة قبل يومين قادماً من امارات الخير والوفاء، كنت مصراً على العودة في هذه الظروف ، رغم محاولات زملاء كثر اثنائي عن السفر في هذه الأيام ، بل ان زملاء آخرون أحاطوني بالدعاء بالسلامة وبنصائح توخي الحذر فالوضع مخيف حد وصفهم .

على عكس داخل الوطن ، يعيش الجنوبيون في الخارج حالة قلق مما تتناوله القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي عن عدن وتدهور الأوضاع فيها وقرب سقوطها في أيدي قبائل طعيمان الهاربة من مليشيا الحوثي فالحملة مهولة والاستهداف كبير ويبدو ان كثيرين قد اصابهم الإحباط مما يضخ من معلومات مغلوطة وأصبحوا يرددون مايقوله أعداءهم.

في عدن يبدو الحال مغايراً لكل مايقال ، ورغم كل ماتعانيه المدينة وأهلها من استهداف وتعذيب من حكومة الفساد والإرهاب الا ان المدينة تبدو هادئة ، ونظيفة ، والازدحام يملأ الأسواق والحركة الشرائية رغم موجة الغلاء الفاحش جيدة والناس كعادتها تبتسم للحياة .

في عدن لا يمكن وصف الحياة بالمثالية فما تعانيه من وجع الحصار والارهاب ليس قليلاً ، لكنها بالمجمل تبدو رائعة وتتجاوز كل محبطات ومؤامرت الحالمين بسقوط المدينة في أتون الفوضى والضياع وتحولها إلى مدينة أشباح كما يحلم الساقطون والهاربون.

في عدن تجولت بمعية توأم الروح نزار هيثم في عدد من شوارع المدينة وسواحلها ، كانت كعادتها مليئة بالحياة والبهجة التي تدحض كل افتراءات ومؤامرات "الراقدين" في فنادق الضياع والسقوط ، لا شيء يقلق البسطاء في عدن سوى كيف لحياتهم ان تستمر بعيداً عن ارهاب الشرعية وفسادها ، وحرصها على تعذيب الناس وسرقة أفراحهم.

عدن في وقتننا الحالي تعيش حالة تعافٍ تحتاج لالتفاف الناس خلف قيادتها ، والثقة بإجراءاتها وقدرتها على تجاوز مؤامرات وانتهازية الساقطين في مستنقع الفشل والفساد والتآمر والابتذال .

عدن تحتاج شموخ الواثق بقدرة الرجال الميامين القادرين على صنع المستحيل وقهر الصعاب ، ومابقي ليس اصعب ولا أشد مما فات .

نصيحة واثق ومجرب طالما و مازال في الجنوب قادة أشداء من صنف أبا القاسم فأوكلوا الأمر إليهم ولا تبالوا بماقيل أو يقال .

تفاءلوا فالمتشائمون لا يصنعون اوطانا.