تدوير الشرعية بقرارات دولية

إن من بين أكبرِ الكوارث التي يراد لنا أن نتقبلها اليوم في هذا البلد المنكوب القبول والرضى والتسليم بإعادة إنتاج وتدوير قوى الفساد بشخوصها القديمة التي كانت ولا زالت سببا رئيساً فيما وصلنا اليه اليوم من وضع كارثي على مختلف الصعد والمجالات باعتبارها أمرا واقعا  .

هذه المنظومة السياسية الحاكمة العتيقة التي ضلت لعقود ولازالت هي من تتحكم بمصائرنا بطرق مختلفة ؛ وأساليب شتى وهي بعينها من فرت من صنعاء بفشلها المستدام دون نصر الى معاشيق واستقر بها المقام اليوم في الرياض .

مجاميع فاسدة فاشلة ضلت لعقود تقتات على صناعة الأزمات وتوالد الصراعات والحروب  تتلون وتتشكل وفقا لمقتضيات كل مرحلة فهي على رأس القبيلة إن كانت الغلبة والسيطرة للقبيلة وإن حكم العسكر ارتدوا نياشينهم وبزاتهم الرسمية وبقدرة قادر تراهم وقد تقلدوا المناصب ووزعوا المهام فيما بينهم  في قيادة القوات الجوية والبحرية والمشاة  وما هي الا أسابيع وقد اصدروا قرارات تقضي بتعيين أولادهم بالغين وقصّر و" صهيراتهم "في السفارات والقنصليات .


وإن تطلبت المرحلة ديمقراطية شكلية كانوا هم قادة الأحزاب الرئيسة والمفرخة  وإن رفع قميص الحوار ترى تلك المنظومة السياسية الفاسدة اول الواصلين الى قاعاته ليشرعوا بتوزيع قوائم وأسماء اللجان  والمخصصات المالية وحتى اللجان الإعلامية  ولجان استقبال الوفود الأجنبية التي تأتي دائما لشرعنة وجود وبقاء واستمرار هذه القوى الفاسدة  و إضفاء الصفة القانونية لشكلها الجديد وهنا يبرز السؤال ما هي المصالح المشتركة التي تجعل العديد من الدول الكبرى حريصة على بقاء هذه المنظومة الفاسدة على رأس السلطة فوق رؤوسنا و الى الأبد ؟؟