أطفالٌ في جبهات الموت.. ورود صغيرة يقطفها ويحرقها الحوثي

الأربعاء 26 فبراير 2020 23:09:00
 أطفالٌ في جبهات الموت.. ورود صغيرة يقطفها ويحرقها الحوثي

يُمثّل تجنيد الأطفال، إحدى أبشع الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على مدار سنوات الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014.

وكشفت معلومات جديدة عن إطلاق مليشيا الحوثي حملة تجنيد إجبارية جديدة للأطفال في المدن والمحافظات الخاضعة لسيطرتها.

وزادت أعداد الأطفال الذين جندتهم مليشيا الحوثي إلى خسمة أضعاف عن عام 2014، حيث استغلت المليشيات عوامل اقتصادية عديدة منها انهيار دخل المواطن وتوقف الرواتب من أجل استمرار تجنيد الأطفال.

وأنشأت المليشيات الحوثية عشرات الإذاعات وحوَّلت المنابر والمدارس إلى وسائل حشد للمقاتلين.

ومثّل "تجنيد الأطفال" الجريمة الأشد بشاعةً التي اقترفها الحوثيون، حيث زجّت المليشيات بعددٍ كبير من الأطفال إلى الجبهات بعدما عملت على تدريبهم عسكريًّا وتلقينهم بمواد طائفية تدفعهم نحو القتال إلى جانب المليشيات.

وكان مجلس الأمن الدولي، قد أصدر بيانًا الأسبوع الماضي، جدَّد فيه دعوته كل الدول الأعضاء وكيانات الأمم المتحدة إلى أن تعمل، منذ المراحل المبكرة لجميع عمليات السلام، على "دمج كافة أحكام حماية الطفل في جميع مفاوضات السلام واتفاقات وقف إطلاق النار،" بما في ذلك التركيز على "حقوق الأطفال ومصلحتهم الفضلى."

وفي ديسمبر الماضي، اتهم التحالف العربي، مليشيا الحوثي بتجنيد نحو 23 ألف طفل للزج بهم في جبهات القتال، وقال إنَّه يواصل جهوده لإنقاذ الأطفال الذين جندتهم المليشيات.

وتعتبر محافظة حجة من أكثر المحافظات التي يتعرض فيها الأطفال والمدنيون للاضطهاد والتجنيد بالقوة، حيث تسبّبت مليشيا الحوثي في قتل وجرح 900 طفل حتى نهاية العام الماضي.

وكشفت تقارير رسمية أنّ المليشيات الحوثية حرمت ثلاثة آلاف طفل من التعليم وأجبروا المئات على القتال في صفوف مليشياتهم بالقوة، وأنّ الأطفال الذين أجبرتهم المليشيات على حمل السلاح يشكلون ما نسبته 50% من إجمالي مقاتلي الحوثيين في حجة.

ويرى مختصون أنَّ تجنيد الأطفال ستكون له انعكاسات سلبية على مستقبلهم، إذ ولدت هذه الظاهرة عزوفا لدى كثير من الأسر عن التعليم ومنعت أطفالها من الذهاب للمدرسة خوفا من التغرير بهم واختطافهم والذهاب بهم إلى دورات طائفية وعنصـرية والزج بهم في جبهات القتال، كما أنّ إشراك الأطفال في النزاعات والحروب يفرز جيلًا معـقدًا لا يعرف غير لغة القتل والموت والدمار.

وهناك قيادات حوثية ضالعة في حشد وتجنيد الأطفال، إذ يستغلون مناصبهم التي عينتهم فيها المليشيات بالمحافظة في النزول إلى المدارس والمعاهد والكليات والقرى في جميع مديريات المحافظة ويمارسون الضغط والإكراه بأساليب مختلفة على الآباء والأمهات ويستغلون حاجة الناس وفقرهم بالترغيب والترهيب.