الإصلاح يحّول تعز من عاصمة الثقافة إلى سجن كبير يكتظ بالمعتقلين

الاثنين 2 مارس 2020 02:05:00
الإصلاح يحّول تعز من عاصمة الثقافة إلى سجن كبير يكتظ بالمعتقلين

في العام 2015 جرى اختيار محافظة تعز كعاصمة للثقافة، غير أن مليشيات الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية استطاعت بعد خمس سنوات من هذا التاريخ أن تحّول المحافظة إلى معتقل كبير تمارس فيه جميع أنواع الجرائم ضد المدنيين الذين كان من المفترض أن يكونوا شعلة للتحضر والرقي.

كشفت لجنة حقوقية، مكلفة بمتابعة قضايا المخفيين في تعز، أمس السبت، عن جرائم مروعة ترتكبها مليشيات الإصلاح، ووثقت وجود 16 سجنا سريا و70 مخفيا، موضحة أنه منذ سيطرة مليشيات الإخوان على المدنية في العام 2015 لم تفرج سوى عن حالتين أحدهما بترت ساقه واجبر على مغادرة المدينة بعد تهديد أسرته، وأخرى تمت بواسطة الصليب الأحمر الدولي لمصاب بالفشل الكلوي.

وبين الحين والآخر تشن أجهزة الأمن والاستخبارات الإخوانية بالمدينة حملات اعتقالات ومداهمات واسعة على عشرات الفنادق والمنازل داخل المدينة، وتقوم باعتقال العشرات من المواطنين.

وفي شهر أغسطس الماضي، نفذت مليشيات الإصلاح حملة الاعتقالات شملت العديد من القادمين إلى المدينة في نقطتي الضباب والبيرين التي تسيطر عليهما مليشيا الإصلاح، واستهدفت العديد من الصحفيين والإعلاميين والحقوقيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى القادمين للمدينة من الساحل الغربي ومدينة عدن والمحافظات الأخرى.

وقامت مليشيا الإصلاح الإخوانية بإخفاء عشرات المعتقلين في سجون الاستخبارات العسكرية والأمن السياسي والسجون السرية التي تديرها خارج مؤسسات الدولة، كما أن معظم المعتقلين من محافظات أخرى وليسوا من أبناء تعز، وأن أهاليهم لا يعرفون عنهم شيئاً.

واعتبر مراقبون أن ما تقوم به مليشيا الإصلاح بتعز من اعتقالات ومداهمات وإخفاءات قسرية لعشرات المواطنين جريمة جديدة تضاف إلى جرائم المليشيا الإخوانية التي ترتكبها بحق المدنيين في مدينة تعز.

وفي وقت سابق دعت منظمات حقوقية دولية ومحلية إلى التحرك السريع والجاد والعمل من أجل الكشف عن مصير المعتقلين الجدد والمعتقلين السابقين في سجون حزب اﻹصلاح الخاصة أو في سجون الأجهزة الأمنية التي تديرها.

وقبل أيام شهدت جرائم الاغتيالات الليلية في محافظة تعز الخاضعة لسيطرة مليشيا الإخوان الإرهابية، مرحلة متطورة بدخول الأسلحة الكاتمة للصوت.

وأفادت مصادر في تعز لـ"المشهد العربي"، أن الجندي شهاب عبدالجبار الرُعيني وهو أحد أفراد كتيبة الاحتياط، نجا بأعجوبة من محاولة اغتيال في جولة الكهرباء عصيفرة مساء أمس الأول الجمعة.

ونوهت إلى أن العملية استخدم فيها مسدسات كاتمة للصوت، حيث أصيب خلالها الرُعيني بخمس طلقات قاتلة، ولفتت إلى أن استخدام الأسلحة الكاتمة للصوت يعد سابقة في تنفيذ عمليات الاغتيال داخل تعز، حيث لم يسبق استخدمها من قبل.

وتعيش محافظة تعز الخاضعة لسيطرة مليشيات الإخوان، انفلاتاً أمنياً كبيراً وانتشاراً واسعاً لعصابات مسلحة تتبع قيادات إخوانية؛ لتنفيذ عمليات ابتزاز وبلطجة وتصفية بحق المعارضين لها.