صرخة احتجاجية تفضح الجرائم الحوثية.. هل تُحرِّك العالم؟

الأربعاء 11 مارس 2020 22:38:18
 "صرخة احتجاجية" تفضح الجرائم الحوثية.. هل تُحرِّك العالم؟

في وقفةٍ علقت عليها الآمال ليسمع العالم صداها لعله يتحرك في مواجهة المليشيات الحوثية، تظاهر المئات من أنباء مدينة الدريهمي بمحافظة الحديدة تنديدًا بالانتهاكات التي تمارسها مليشيا الحوثي بحق أبناء المدينة، رافعين لافتات تطالب بإلغاء اتفاق السويد واستكمال تحرير محافظة الحديدة.

وناشدت الوقفة الاحتجاجية، الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بإلزام مليشيا الحوثي تنفيذ اتفاق السويد الذي تتم عرقلته للعام الثاني الأمر الذي فاقم من معاناة المدنيين، معربين عن أسفهم إزاء صمت المجتمع الدولي لما يتعرضون له من انتهاكات مختلفة يومية.

واستنكر المحتجون استمرار مليشيا الحوثي في استهداف منازلهم ومدارسهم وأحيائهم وقراهم ومزارعهم بالقصف العشوائي بالمدفعية والأسلحة الثقيلة، واصفين تلك الأعمال بالإجرامية.

وندد المحتجون باحتجاز المليشيات لما يربو عن 80 مواطنًا في جزء من المدينة واستخدامهم كدروع بشرية، وطالبوا البعثة الأممية بسرعة التدخل لإطلاق سراح المعتقلين والمخفين قسراً، محذرين المليشيات من مغبة المساس بهم او تهديد حياتهم.

ودعا المحتجون قيادة القوات المشتركة إلى سرعة استكمال تحرير المديرية خاصة والحديدة على وجه العموم لوقف نزيف الدم ومعاناة المواطنين.

مثّلت هذه الوقفة الاحتجاجية صرخة من المواطنين في هذه المدينة لعلها تغير من الواقع شيئًا، ويتحرك المجتمع الدولي على النحو الذي يتوجب أن يكون، من أجل التصدي للجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على صعيد واسع.

الصمت الأممي على الجرائم الحوثية يمكن القول إنّها تمثل موافقة ضمنية للمليشيات لأن تتمادى في غيها، وتمارس أبشع صنوف الانتهاكات، وهو واقعٌ يُكبِّد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.

الوقفة الاحتجاجية جاءت بعد بالتزامن مع إقدام المليشيات الحوثية على مواصلة سلسلة انتهاكاتها وخروقاتها اليومية للهدنة الأممية ،حيث قامت المليشيات بقصف القرى السكنية في مديرية الدريهمي جنوب الحديدة.

مصادر محلية في الدريهمي قالت إنّ المليشيات الحوثية قصفت القرى السكنية جنوب المديرية بقذائف مدفعية الهاون عيار 120 وقذائف الهاوزر بشكل همجي، وأكدت أن قصف المليشيات سبّب حالة من الخوف والهلع في صفوف السكان .

في الوقت نفسه، رفضت مليشيا الحوثي عرضًا أمميًّا لإنهاء مأساة المدنيين في مدينة الدريهمي جنوب محافظة الحديدة، في الساحل الغربي.

مصادر مطلعة قالت إنّ بعثة الأمم المتحدة في المحافظة سعت خلال الأيام القليلة الماضية، مجددًا لمفاوضة المليشيات بمقترح يقضي بالسماح لممثلين عن منظمات أممية بدخول مدينة الدريهمي لمقابلة ما بقي من أسر فيها وتلمس أوضاعهم واحتياجاتهم وتوفير ممر آمن لإجلاء من يرغب منهم بالمغادرة.

وأضافت المصادر أنّ المليشيات الموالية لإيران تسعى لاستمرار المتاجرة بقضية الدريهمي لغرض الإبقاء على ممر لتدفق تعزيزات السلاح والمقاتلين تحت يافطة إنسانية تتعلق بمدنيين، تتخذهم المليشيات دروعًا بشرية وأداة للعويل الإنساني والإعلامي.

إقدام المليشيات الحوثية على هذا الأمر يبرهن على أنّ هذا الفصيل الإرهابي يسعى لإطالة أمد الحرب، والزج بالمدنيين إلى الجبهات وإجبارهم على الانخراط بالقتال عبر الصفوف الأمامية.

على مدار سنوات الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014، ارتكبت المليشيات الحوثية العديد من الانتهاكات والجرائم، مُخلِّفةً وراءها حالة إنسانية شديدة البشاعة.

في الأسبوعيين الماضيين على وجه التحديد، ارتكبت المليشيات الموالية لإيران ارتكاب أكثر من 100 انتهاك بحق المدنيين، تنوّعت بين قتل واختطاف وتدمير منازل ومدارس.

الانتهاكات الحوثية طالت بالدرجة الأولى السجناء جراء عمليات تعذيب واعتداءات جسدية شديدة، ولم تكتفِ المليشيات بذلك لكنها حولت المدنيين إلى دروع بشرية لتنفيذ جرائهما.

ويعيش السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين مآسي إنسانية شديدة البشاعة، وثّقتها التقارير الدولية بفعل تفشي حالة الفقر وتزايد أعداد المتسولين بشكل حاد.

ولوحظ في الفترة الماضية، انتشار مكثف للمتسولين في معظم أنحاء محافظة صنعاء، وهو ينتشرون في معظم الأحياء، يجوبون الشوارع وتقاطعات الطرق والأسواق، يفترشون الأرصفة وأبواب المساجد والمحال التجارية والمنازل، أملًا في الحصول على مساعدات مالية أو عينية.

وما تشهده صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة الحوثيين من زيادة المتسولين أصبح أمرًا غير مسبوق، حتى أصبح التسول من أكثر الظواهر الاجتماعية انتشارًا، بسبب تفشي الجوع وفقد الوظيفة وموت العائل.

ولا تقتصر ظاهرة التسول على شريحة كبار السن الذين يمكن أن يتعاطف الناس معهم، فالأطفال والنساء انضموا أيضًا إلى طابور كبير من المتسولين الذين تمتلئ بهم شوارع المدن.