كورونا والقات والوقاية

من نكون؟! وماذا يجري لنا؟!
العالم كله من شرقه الى غربه، يعيش حالة ذعر ورعب مجتمعي من تفشي جائحة كورونا القاتلة في مجتمعاتهم.
وعندنا هنا في الجنوب وفي اليمن كأن مايجري في العالم من رعب وخوف مجتمعي "لا يعنينا"..
فلا ندري ما وضعنا الصحي وما مدى وصول الوباء الى بلادنا؟!

وهل نحن بعيدون عن وصول الوباء، او ان الأمر عدم وجود أجهزة ومختصين وخبراء ليكشفوا عن أي حالات تفشت في مجتمعنا؟!.

ولماذا لم يصاب مجتمعنا بالذعر ليجعله، يمتثل لتوصيات الوقاية من هذا الوباء؟!

هل الأمر يعتبر شجاعة غير عادية؟ أو أن الأمر غباء وجهل مفرط بخطورة تفشي الوباء ؟! او لا ذا ولا ذاك بل أمر آخر يختص بما يراه المتزمتون بقوة الإيمان ؟!.

حتى التوجيهات التي أصدرتها الجهات المسؤولة لم نعيرها أدنى اهتمام، فنسمع أصوات ترفض توجيهات الأوقاف التي تدعو الى تجنب صلاة الجماعة في المساجد، وترى في ذلك قلة إيمان بالقدر، ويدعون الى ترك الأمر لتقدير الباري، الذي لن يصيبنا إلا ما كتب لنا.

كما لن تجد الا قلة قليلة ممن التزموا البقاء في البيوت، وما نعانيه في مدننا من إنطفاءات الكهرباء قد لا يشجع الكثير من المواطنين بالبقاء في البيوت.

كما أن ترك عادات التسليم بالعناق والمسألمة بالأيدي، وهي أقل مجاملة نحيي بها بعضنا، ومع خطورتها فلا أظن اننا نستطيع التخلي عنها بسهولة، فحتى من يريد أن يلزم نفسه بالابتعاد عن بعض العادات المجتمعية في السلام والتسليم وفي التجمع الأسرى في الزواجات والمآتم، تجد التزامه ينهار عند أول لقاء له مع الاصدقاء، او الزملاء او الجيران والأقارب، او عند أي مناسبة اسرية او مجتمعية.

قد تلتزم بعض المصالح الحكومية والمدارس والأسواق بإغلاق أبوابها كي تحد من تجمع الناس فيها، ولكن في اعتقادي ان المعظلة الكبرى تكمن في أسواق القات المنتشرة في كافة المديريات، وهي أكثر الأماكن ازدخاماً عند الظهير والمساء، وهي الأخطر في انتشار الأمراض، لان كل المتسوقون سيعودون الى بيوتهم، وبلتقون بأسرهم الأطفال، والنساء الذين سيتلقون المرض غصبا عنهم في حال انتشر الوباء او بدأ في الانتشار، والمصيبة الأخرى ان كل (مولعي) سيلتقي هو الآخر بموالعة آخرين، وهذه الشريحة عند أصابة عينه صغيرة منها بالوباء ستكون هي من ستنشره بسرعة قياسية لن يحصل مثيلا َلها في العالم.

فهل نعي خطورة بقاء أسواق القات مفتوحة؟
وان لم نستطع إغلاقها فوراً ففي اعتقادي ان علينا أن نفكر، بكيفية العمل والتعامل في حال بقى الوضع على ماهو عليه اليوم

- أسواق القات ستفضل مفتوحة، ولا اعتقد ان في نية ولا قدرة لاغلاقها تماماً.

- المساجد لن تلتزم بتوجيهات وزارة الاوقاف.

- لن تقوم جهات الاختصاص بتوفر مضخات رش المبيدات في الأسواق والشوارع والاماكن العامة.

- نتيجة الجهل، واللامبالاة لن يلتزم غالبية المواطنين بأبسط تعليمات الوقاية.

- نقص امكانيات الفحص والتشخيص سيأخر معرفة حالة المريض وماذا كان اصيب بالوباء او لم يصب.

بقى ان نشير الى ان الوباء لا يمكن ان ينتهي او تحد خطورته، الا اذا حصل تعاون مجتمعي، في كل مكان، بل انه ستعود موجاته حتى في الدول التي أعلنت القضاء عليه مالم يتم التعاون والمساندة العالمية لمحاصرته والقضاء عليه في كل مكان في العالم.

دعونا نفكر ماذا نعمل؟! وكيف نساعد انفسنا ونحد بقدر الإمكان من خطورة تفشي الوباء حال وصل الينا؟!