خطة جنوبية حاسمة لمواجهة تفشي فيروسات الإرهاب والأوبئة

الاثنين 23 مارس 2020 20:00:00
خطة جنوبية حاسمة لمواجهة تفشي فيروسات الإرهاب والأوبئة

رأي المشهد العربي

لا فرق بين خطوات المجلس الانتقالي الجنوبي لمواجهة تفشي فيروسات التنظيمات الإرهابية التي تحاول العبث بأمن الجنوب وبين مواجهته لفيروس كورونا المستجد، في كلا الحالتين فإن المجلس لن يدخر جهداً في تأمين الجبهة الداخلية الجنوبية واتخاذ الإجراءات الاستباقية التي تضمن التعامل بفاعلية مع كلاً منهما.

ولعل ذلك ما يبرهن على اتخاذ المجلس قرارين في غاية الأهمية في يوم واحد، ارتبط الأول بما قررته هيئة المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال اجتماعها أمس الأحد، بتعليق كافة الأنشطة والفعاليات بموازنتها، وتوجيهها لتوفير احتياجات القوات الجنوبية على الجبهات، وعلاج الجرحى، ودعم أسر الشهداء، استعداداً لمواجهة مرتقبة مع مليشيات إخوان الشرعية التي تحاول اختراق العاصمة عدن.

والآخر أعلن عنه الرئيس عيدروس الزُبيدي في خطاب موجه لشعب الجنوب أمس الأحد أيضاً، عبّر خلاله على ضرورة اتخاذ كافة التدابير اللازمة لمواجهة فيروس "كورونا"، وتشكيل لجنة طوارئ معنية بمتابعة أزمة انتشار الفيروس مكونة من كافة الأجهزة والجهات ذات الصلة، وفرض مناطق حظر ومنع تجوال في حال ظهور الوباء في أي منطقة؛ لمحاصرته ومنع انتشاره إلى مناطق أخرى.

تحرك الانتقالي في الاتجاهين بنفس الحسم والقوة يؤكد على أنه قيادة الجنوب لديها رؤى متعددة للتعامل مع الظروف والأوضاع الراهنة التي يغلب عليها القلق والتوتر، وأن تعاملها مع القضايا العسكرية القومية التي تشكل صمام أمان بالنسبة للمواطنين الجنوبيين لا يختلف عن حرصها على سلامتهم في وقت يواجه فيه الجنوب تهديدات أمنية محلية وإقليمية عديدة.

تعامل المجلس الانتقالي بشكل مؤسسي مع الأزمات التي يواجهها الجنوب طيلة الفترات الماضية يؤكد على أن شعب الجنوب يستحق أن تكون له دولته المستقلة التي تحفظ له كرامته بعيداً عن إرهاب الشرعية والمليشيات الحوثية، وهو أمر سيتحقق عاجلاً أم آجلاً طالما أن هناك قيادة لديها بعد نظر في التعامل مع الأزمات اليومية للمواطنين ولديها رؤية سياسية تمكنها من تحقيق تطلعاتهم.

اهتمام المجلس الانتقالي بصحة أبناء الجنوب في نفس الوقت الذي تستعد فيه الشرعية والمليشيات الحوثية لغزو الجنوب مجدداً يبرهن على أن الإنسانية هدف أسمى بالنسبة لأبناء الجنوب، وهو أمر لا تعيره الشرعية ولا المليشيات الحوثية المتحالفة معها أي اهتمام، بعد أن وظف أعداء الجنوب كل جهودهم لتدمير البنية التحتية لمحافظات الجنوب في مختلف القطاعات وعلى رأسها القطاع الصحي.