خطة الحوثي الشيطانية.. كيف تتربح المليشيات من كورونا؟

السبت 28 مارس 2020 15:26:08
 خطة الحوثي الشيطانية.. كيف تتربح المليشيات من كورونا؟

لا تفوِّت المليشيات الحوثية الموالية لإيران فرصة لتحقيق أي مكاسب مالية، حيث استغلت المخاوف من تفشي فيروس كورونا في هذا الجُرم الكبير.

المليشيات الحوثية لم تكتف باستغلال وباء كورونا لتسخيره من أجل حشد المقاتلين الجدد، لكنها تجاوزت ذلك لجعله بوابة جديدة لنهب أموال القطاعات الاقتصادية في صنعاء.

مصادر محلية قالت إنّ عناصر المليشيات يواصلون منذ نحو أسبوعين، وتحت غطاء التخوف من تفشي فيروس كورونا، تنفيذ حملات نهب واسعة بحق السكان القاطنين بمناطق سيطرتهم، لجني ملايين الريالات عبر الإتاوات غير القانونية المفروضة على مختلف الشرائح والفئات.

وشملت الإتاوات الحوثية، المئات من المطاعم والكافتيريات في عدد من الشوارع الرئيسة بمحافظة صنعاء عبر لجان من المسلحين الذين نفذوا حملات ميدانية في شوارع مديريات الوحدة، والسبعين، ومعين، والثورة، وآزال.

وبحسب المصادر، فرض المسلحون الحوثيون على ملاك المطاعم والمقاهي ومحلات الوجبات السريعة دفع مبالغ مالية تتراوح بين 10 آلاف، و100 ألف ريال، بحجة الدعم والتمويل المجتمعي لحملات الوقاية من كورونا.

وأشارت المصادر إلى أنّ اللجان الحوثية فقد ألزمت مالكي المطاعم على هامش نزولها بالتقيُّد بالإجراءات التي اتخذتها حكومة المليشيات، الخاصة بارتداء الكمامات والكفوف واستخدام المواد المطهرة والمعقمة.

وأغلقت المليشيات ثاني أيام نزولها الميداني فقط حوالي 4 مطاعم و11 كافتيريا واقعة بطول وعرض شارع الستين (أكبر شوارع العاصمة)، نتيجة عدم دفعهم إتاوات مالية.

وشنّت المليشيات على مدى نصف شهر حملات مكثفة ضد أصحاب المحلات التجارية والصيدليات ومالكي متاجر الذهب والمستشفيات والمراكز والشركات الخاصة في صنعاء ومناطق يمنية عدة وأجبرتهم بمقابل ذلك على دفع إتاوات مالية.

وشكا مواطنون وأصحاب محال تجارية في بعض مناطق المليشيات، وفق صحيفة الشرق الأوسط، من بطش وابتزاز الحملات الحوثية التي ما تزال، بحسبهم، مستمرة في استهدافهم ونهب أموالهم.

وأفاد تجار في صنعاء في محافظات صنعاء وإب وذمار وعمران بأنّ استهداف المليشيات لهم هذه المرة يأتي تحت ذريعة الالتزام بقرارات اللجنة الحوثية لمكافحة الأوبئة، رغم التزامهم المسبق بها، وقطعهم الطريق أمام الميليشيات وتعسفها.

وأطلق مسلحو اللجان الحوثية أثناء نزولهم الميداني التهديدات وتوعدوا غير الملتزمين بدفع ما تسميه المليشيات "الدعم والمساندة لحملة مجابهة كورونا"، وأن عقوبتهم ستكون قاسية، وستتعرض محلاتهم للإغلاق وممتلكاتهم للمصادرة ويحال أصحابها للمساءلة والمحاسبة الحوثية.

في الوقت نفسه، لم تسلم المؤسسات التجارية وأصحاب رؤوس الأموال بمناطق المليشيات، من مسلسل النهب والبطش الحوثي، فقد فرضت عبر حملاتها أيضًا مبالغ مالية كبيرة على مالكي تلك المؤسسات وما تبقى من رجال الأعمال.

إلى جانب ذلك، مثّل وباء كورونا، هديةً للحوثيين الذين يبحثون دائمًا عن فرص لإثبات رواياتهم التي تربط تدخل التحالف العربي بالأزمة الإنسانية ويعفي أنفسهم من المسؤولية.

وزعم وزير الصحة العامة والسكان في حكومة المليشيات "غير المعترف بها" طه المتوكل، في مؤتمر صحفي في بداية مارس، إنّه لا يوجد في اليمن حالات إصابة بفيروس كورونا، لكنهم سيحملون التحالف المسؤولية إذا ما ظهرت أي إصابة.

تصريحات "المتوكل"، تعتبر جزءًا من نمط حوثي لاستخدام أي أزمة كفرصة لمهاجمة خصومهم وصرف الانتباه عن أخطاء المليشيات الكبيرة.

وقلل الحوثيون، الذين يتحالفون مع إيران، من شأن آثار الفيروس بين حلفائهم وبالغوا في ذكر عواقبه في كل مكان آخر.

كما أن تغطية قناة المسيرة الحوثية لجائحة كورونا توفر مثالا جيدا على تسييس المعلومات، خاصة عندما يتعلق الأمر بإيران، إذ لا يوجد أي ذكر على الإطلاق حول كيفية انتشار فيروس كورونا هناك، أو كيف تعامل قطاع الصحة الإيرانية معه، ولكن هناك الكثير من التغطية لقصص أخرى تتعلق بكيفية مهاجمة إيران للقواعد الأمريكية في العراق.

ويقدم موقع المسيرة تغطية واسعة للشؤون السياسية الإيرانية ويقتبس تصريحات قيادتها بشكل متكرر، ويكشف بحث سريع على الموقع الحوثي عن وجود تقارير مفصلة عن إحصاءات فيروس كورونا في الإمارات والسعودية وإيطاليا والصين وكوريا الجنوبية ودول أخرى، ولكن بطريقة ما تعمدت في تحديد عدد الحالات في إيران.

كما أنّ التعتيم الإعلامي للحوثيين على آثار الفيروس في إيران يهدف إلى إخفاء إخفاقات طهران في التعامل مع الأزمة، والتي تم التقليل من شدتها بشكل خطير.

ويحرص الحوثيون على الحفاظ على صورة إيران كدولة قوية قادرة على مواجهة أكبر التحديات، وهذا هو السبب في جهودهم للتعتيم على كيفية تعامل طهران مع الوباء، ولا يريدون لفت الانتباه إلى المعدل المقلق لانتشار كورونا في إيران، نظرًا لعلاقاتهم العسكرية والدينية والدبلوماسية والتجارية الوثيقة مع طهران، ولدى الحوثيين سفارة في طهران برئاسة إبراهيم الديلمي وغيرهم من الموظفين الذين يسافرون بشكل متكرر إلى اليمن.

كما يلتقي كبار أعضاء مليشيات الحوثي بشكل منتظم وعلني مع القيادة الإيرانية ومع القادة العسكريين من الحرس الثوري الإسلامي، مثل رضا شهلائي الذي نجا مؤخراً من غارة أمريكية في صنعاء، بالإضافة إلى أن العديد من المليشيات تتلقى منحا دراسية كاملة وجزئية للدراسة في مدينة قم، وهي من أكثر المدن تأثرا بكورونا وربما أنها بؤرة الفيروس.

وبدلاً من اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحد من التعرض للإصابة بالفيروس، تركز قيادة الحوثيين على تصعيد هجماتها الخطابية ضد السعودية والولايات المتحدة.

وفي اليمن الذي مزقته الحرب الحوثية، يواجه حوالي 20 مليون شخص نقصًا حادًا في الغذاء، وفق تقييم الأمن الغذائي الذي أجري أواخر عام 2018، ويحتاج أولئك الناس إلى المساعدات الغذائية العاجلة والدائمة للبقاء على قيد الحياة.

ورغم توفير المساعدات، إلا أنّ حوالي 16 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، إذ يكافحون كل يوم لتوفير الطعام لأسرهم، وبدون جهود برنامج الأغذية العالمي وغيره من الشركاء في المجال الإنساني، يمكن أن يواجه 238 ألف يمني المجاعة.

ويعاني أكثر من مليوني طفل من سوء التغذية، ويموت طفل كل عشر دقائق لأسباب يمكن تجنبها، بما في ذلك سوء التغذية وأمراض يقي منها التحصين، وتعزى نصف وفيات الأطفال تحت سن الخامسة، بشكل مباشر أو غير مباشر، لسوء التغذية الحاد.

وذكر برنامج الأغذية العالمي أنّ نصف الأطفال يعانون من التقزم، بسبب سوء التغذية الذي يؤثر على نمو الطفل وتطور مخه بشكل لا يمكن علاجه بما سينعكس بصورة سلبية على قدرة اليمن على الإنتاج في المستقبل.

وكانت مُنظمة "أوكسفام"، قد أصدرت بيانًا، وصفت فيه فيروس كورونا المستجد بأنَّه يُشكِّل تحديًّا جديدًا لليمن، وأشارت إلى إيقاف الرحلات الجوية مما حد من حركة بعض عُمال الإغاثة الذين يستجيبون للأزمة الإنسانية

وقالت المنظمة: "فقط 50٪ من المراكز الصحية في اليمن تعمل، وحتى المراكز المفتوحة تواجه نقصًا حادًا في الأدوية والمُعدات والموظفين"، ونبهت إلى عدم حصول حوالي 17 مليون شخص - أكثر من نصف السكان - على المياه النظيفة.

وحذرت من احتمالية تسبب موسم الأمطار المقبل في تفشي وباء الكوليرا، مشيرةً إلى أنّه سجل أكبر عدد من الحالات المُشتبه بإصابتها في أي بلد في عام واحد، في عامي 2017 و2019،وتوقعت مليون إصابة بمرض الكوليرا في اليمن خلال العام 2020.