متابعات كورونية1

سأحاول في هذه السلسلة من المتابعات أن أرصد بعض المشاهد المتصلة بجائحة كورونا وما يتعلق بها من تداعيات ومشاهد وأحداث تمثل أعراضاً لم يألفها المجتمع البشري منذ بداية تاريخه المدون.

ولا يمكن الزعم بأن هذه المتابعات يمكن أن تصل إلى استنتاجات نهائية أو أصدار أحكام قطعية بشأن ما سيتم تناوله من مشاهد وأحداث إذ من السابق لأوانه الحديث عن عالم ما بعد كورونا لأسباب عديدة أهمها أن لا أحد يمكنه التكهن بمدى استمرار هذه الجائحة وما ستخلفه من دمار بشري ومادي وتقني وما قد تدفع إليه من ابتكار لأدوات ووسائل تشخيصية وصنع مستحضرات علاجية.

لكن المؤكد الوحيد هو أن العالم ما بعد كورونا لن يكون كما قبله، فلقد كشف كورونا حقائق لم يكن أحد يتوقعها، وقلب معادلات كان الكل يعتبرها راسخة لا تقبل التغيير، وأظهر عيوبًا واختلالاتٍ لم يكن أحد يتصور وجودها في عالمٍ كانت صورته في أذهان الناس أقرب إلى الخرافة والأسطورة منها إلى الحقيقة وكان يستحيل حتى الحديث عن إمكانية هزيمته أو "هز شعرة في رأسه" كما يقول العامة، فصار هذا العالم اليوم يقف عاجزا عن مواجهة كائن لا يرى بالعين المجردة ولا حتى بالمجهر العادي.