عدن .. تشكر حزامها الأمني

منذ عام تسعين تحديدا , أي بعد الوحدة اليمنية بين الشمال والجنوب لم تشهد المحافظات الجنوبية أي نوع من أنواع إعادة تأهيل القوات المسلحة والأمنية الجنوبية , ولم يتم رفدها بدماء جديدة خلفا للدماء المحالة للتقاعد لغرض تدميرها والقضاء عليها نهائيا , كانت عملية مدروسة وممنهجة قام بها الرئيس الراحل علي عبدالله صالح من أجل سهولة السيطرة على جنوب اليمن من دون مقاومة تذكر .

تم غزونا في حرب صيف عام 94م بعد عملية تشتيت قواتنا ونقلها داخل الأراضي الشمالية , وسقطت بعدها عدن والجنوب , وتكررت العملية في حرب مارس 2015م وكنا هذه المرة لا نمتلك حتى سرية أو كتيبة مؤهلة وقادرة على خوض معركة لعدة ساعات فقط , وتم إجتياح الجنوب بسرعة قياسية وبسهولة وبدون مقاومة تذكر إلا من بعض السلفيين والشرفاء وبإمكانيات متواضعة جدآ. 

أتى فرج الله في وقت كنا بأمس الحاجة إليه , وكان من خلال عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية وبدعم لا محدود من دولة الإمارات العربية المتحدة وبمشاركة فاعلة من السودان والتي عصفت بمليشيات الوحوثي وصالح عصفا من عدن وباقي المناطق المحررة , وتم تحريرنا بفضل من الله ثم بتضحيات شبابنا وشباب دولة الإمارات العربية المتحدة والسودان , وبعد التحرير حاولت الإمارات لملمة قواتنا المسلحة والأمنية لحمايتنا ولكن دون جدوى , فلقد خيبت تلك القوات الجنوبية ظننا وظن دول التحالف العربي فيها , وكانت عقيدتها وولائها العسكري ليس لحماية الوطن وإنما ولائها وعقيدتها العسكرية لحماية الرئيس صالح وسلطته فقط ولهذا كان دورها سلبي حتى هذه اللحظة  .

بعد يأس الإمارات من تلك القوات إتجهت لتشكيل الحزام الأمني لعدن كأول تجربة في المناطق المحررة ونجحت هذه المرة , قادة الحزام الأمني كانوا  في أغلبهم شخصيات غير معروفة ولكنها كانت على قدر كبير من تحمل المسؤولية والإستشعار بخطورة الوضع والمرحلة , وضرورة التضحية من أجل الوطن والذود عنه مهما كلف الثمن .

وبعد سيطرة العصابات والمليشيات والجماعات الارهابية على عدن وعاثوا فيها فسادا وتقتيلا , برز الحزام الأمني ونجح بفرض سيطرته على عدن وضواحيها وطرد الجماعات الإرهابية والمليشيات وتأمين معظم المنشآت الحيوية ونشر النقاط العسكرية في عدن لتأمينها , ذلك النجاح أغضب مراكز قوى الفساد وجماعة الاخوان المسلمين( حزب الإصلاح ) الذين كانوا يراهنون دوما على بقاء جنوب اليمن ضعيفا هشا غير مستقر للسيطرة عليه وإعادة  بأي لحظة وبسهولة تامة لحضن صنعاء .

واكبت الإمارات التطور الأمني الملحوظ وحالة الإستقرار في عدن وجنوب اليمن  , فغيرت من إستراتيجيتها ومن مهام وتسمية الحزام الأمني  إلى التسمية الجديدة بإسم ألوية الدعم والإسناد والطوارئ والتي أصبحت قوات مسلحة مدربة تدريب عالي , خاضت كثيرا من المعارك في أبين ولحج والمخا وغيرها من مناطق جنوب اليمن بنجاح تام .

أوشكت الحرب اليمنية على النهاية وستتحول قوات الدعم والإسناد والطوارئ والنخب الحضرمية والشبوانية والمهرية وغيرها لجيش نظامي محترف توكل إليه مهام حماية الأراضي اليمنية في الجنوب ومضيق باب المندب وغيرها من المواقع الحيوية والإستراتيجية الهامة .