همس اليراع

متابعات كورونية 4

يرى بعض الناشطين أن مسألة التغلب على فيروس كورونا مرتبط بطبيعة النظام السياسي، ما إذا كان ديمقراطيا أو غير ديمقراطي، وقد سمعت أحاديث لمن يسمون انفسهم، محللين سياسيين يقولون أن الصين نجحت في محاصرة الوباء لأنها دولة استبدادية تفرض على مواطنيها أوامر لا يستطيعون رفضها، وفي هذا السياق فرضت حظر التجول على المناطق الموبوءة.

وقال احدهم "إن الدول الأوروبية وأمريكا دول ديمقراطية ولا يمكن أن تفرض على مواطنيها ما يقيد حريتهم" .

في نظري إن المشكلة ليست في ثنائية الديمقراطية والدكتاتورية بل في النظام الاقتصادي والاجتماعي في هذا البلد أو ذاك.

ديمقراطية الرأسمالية في عصرها النيو ليبرالي المتوحش تعتبر الإنسان أحد الأدوات التي تصنع الربح، ولذلك تاتي العناية به بعد التكنولوجيا وصناعة القيمة المضافة.

الصين تقوم فلسفتها على أن الانسان هدف والتكنولوجيا والاقتصاد لخدمته.

ولهذا نجحت الصين ذات المليار ونصف المليار نسمة، والموطن الأول لظهور الوباء، نجحت في مواجهة كورونا حتى الآن.

هناك دول رأسمالية وديمقراطية نجحت مثل سنغافورا وكوريا الجنوبية نظرا لنظامها الاجتماعي والخدمي.

بالنسبة للبلدان العربية النفطية ساهمت الوفرة المالية واليقضة المبكرة في تخفيض الضرر.

ومع ذلك فبعد كل التداعيات المؤلمة وبلوغ المصابين ما فوق المليون والمتوفاين مئات الآلاف لجأت البلدان (الديمقراطية) إلى الإجراءات التي "تفرض على مواطنيها ما يقيد حريتهم".

لقد سارعت أحزاب اليمين النيو ليبرالي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لاستعادة ما خسرته من سمعة وتخفيض سقف السخط الذي تسبب به سوء تصرفها عند ما تهاونت في التعامل مع حجم الكارثة، واكتفى بعض قادتها في البداية بتبشير أبناء الشعب "بالاستعداد لفقدان أحبابهم"، لكن حصاد كل هذا التخبط والمزايدات سيتجلى في الانتخابات التي ستلي تسونامي كورونا (إن جرت انتخابات على المدى المنتظر).