إرث فساد الشرعية يعرقل كفاح الانتقالي في مواجهة كورونا

الثلاثاء 14 إبريل 2020 01:42:00
إرث فساد الشرعية يعرقل كفاح الانتقالي في مواجهة كورونا

يواجه المجلس الانتقالي وباء كورونا العالمي بجملة من الإجراءات الحاسمة والاستباقية والتي سيكون لها دور فعًال في التعامل مع انتشار الفيروس، غير أنه في المقابل يواجه أزمة كبرى تتمثل في إرث الفساد الذي تركته الشرعية وتسببت في تهالك البنية الصحية والاجتماعية في محافظات الجنوب.

وتخلت الشرعية بشكل كامل عن أدوارها في الجنوب وذلك لعقاب المواطنين الذين يرفضون ممارسة مليشيات الإخوان التي تختبئ في رداءها، إذ أن هدف هذه المليشيات الأساسي هو إعادة احتلال الجنوب والسيطرة على خيراته في ظل الهزائم التي مُنيت بها في جبهات الشمال، وهو ما يجعل مجابهة كورونا تأخذ أبعاداً صحية وسياسية أيضاً.

ويحاول المجلس الانتقالي قدر الإمكان سد الثغرات التي تسبب فيها الشرعية والتي من الممكن أن تؤدي إلى كارثة صحية في الجنوب حال تفشى المرض، وهو الأمر الذي أدى لمضاعفة جهوده على كافة الأصعدة للتعامل مع إمكانية انتشار الوباء.

وشكا محافظ حضرموت اللواء فرج سالمين البحسني، من ضعف الإجراءات التي صاحبت الكشف عن الحالة الإيجابية الوحيدة بفيروس مشيراً إلى أن بعض التحركات لم تكن سريعة بالشكل المطلوب، وأهمها إجراء فحوصات لأكبر عدد من المواطنين المرتبطين بدائرة الحالة المصابة في مديرية الشحر.

وطالب المحافظ بسرعة معالجة السلبيات التي رافقت سير العمل بعد اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس كورونا، وأقر آلية لتنسيق العمل بين لجنة جمع التبرعات ولجنة الطوارئ بالمحافظة في تحديد الاحتياجات وشراء المتطلبات العاجلة والملحة ووصولها للمرافق الصحية.

وأكد ضرورة تعزيز العمل المشترك، والمزيد من اليقظة والجاهزية الدائمة والتحرك السريع في أي وقت ومتى دعت الحاجة إلى ذلك.

فيما استعرضت الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي، خلال اجتماعها الدوري، اليوم الاثنين، إجراءات هيئة رئاسة المجلس الاحترازية من تفشي فيروس كورونا، وناشدت الأمانة العامة، أهالي الجنوب الالتزام الكامل بالتدابير الوقائية للمساهمة في الوقاية من الإصابة بالفيروس والحد من انتشاره.

وسجلت مديرية الشحر، في حضرموت، منذ أيام أول حالة إصابة مؤكدة مخبريا، بفيروس كورونا، فيما لم يجري تسجيل حالات جديدة حتى الآن، وجاءت نتيجة جميع حالات الاشتباه سلبية.

نظمت لجنة الإغاثة والأعمال الإنسانية في المجلس الانتقالي الحنوبي بمديرية المعلا، في العاصمة عدن، اليوم الاثنين، حملة رش تعقيمية، ركزت الحملة – في أول أيامها - على تطهير وتعقيم المرافق الخدمية في المديرية.

وتستهدف الحملة تعقيم المرافق الصحية والمطاعم والأسواق، ضمن جهود المجلس لمجابهة فيروس كورونا في محافظات الجنوب.
وفي 23 مارس الماضي وجه رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزُبيدي الأجهزة الأمنية بفرض مناطق حظر ومنع تجوال في حال ظهور الوباء في أي منطقة؛ لمحاصرته ومنع انتشاره إلى مناطق أخرى، ودعا رئيس المجلس الانتقالي إلى تشكيل فرق على مستوى كافة محافظات ومديريات الجنوب وربطها بلجنة الطوارئ المُكلفة؛ لمتابعة وتعميم الإجراءات الوقائية على كافة المناطق.

وجاء في التوجيهات، إلزام الجهات ذات الاختصاص بتجهيز أماكن للحجر الصحي في كافة محافظات الجنوب للتحفظ على أي أشخاص يشتبه حملهم للفيروس.

وطالب الرئيس الزُبيدي، الجهات المعنية بضرورة تعقيم المناطق الآهلة بالسكان وفقاً للإمكانيات المتاحة، والعمل بالتعاون مع الجهات الصحية ذات الاختصاص ووسائل الإعلام لتلخيص الإرشادات والتوجيهات الصحية والوقائية الكفيلة بمواجهة هذا الوباء.