وبعد الإجراءات الأخيرة للإنتقالي

شدّت الإجراءات الأخيرة للإنتقالي شارعنا الجنوبي ، وهي جاءت أثر تفاقم موجة العبث وتردي الخدمات في الكهرباء والمياه .. إلخ ، وفاقم ذلك الأضرار البليغة للأمطار ومرتين ، كما والبلاد تتلظّى في أتون حالة صحية مترديةٍ ، وكل هذا جعل من عاصمتنا عدن منطقة منكوبة وبشكلٍ لاسابق له مطلقاً .

هذه الإجراءات كانت ضرورية ولاشك ، كما وهي ضربة معلم محترف ، وكان من المفترض أن تُوجّه دعوات المساءلة الى الجهات المختصة والمخولة قانوناً بالتحقيق في القضايا المطروحة عليها ، وفي الوقت عينه كان من المفترض تكليف متابعين من الهيئات المختصة المماثلة في الإنتقالي الى جوار هذه الجهات ، وذلك لمتابعة جِديّة البث في القضايا المُثارة وإستمراريتها .

مجلسنا الإنتقالي الجنوبي هو الجهة الشرعية المخولة بالحديث عن جنوبنا وكلٌ مايتعلق به ، وهو سَبقَ وجلس على طاولات حوار ندي مع السلطة الشرعية في الرياض ، وهذا بإعتراف الإقليم والعالم أجمع ، كما وهو المهيمن حقاً على كل جغرافيتنا الجنوبية بدون منازع ، وهنا مهما كانت تخرصات وأقاويل الكيانات الكرتونية الهلامية التي خرجت من تحت عباءة السلطة الشرعية أو بدعمها بهذا الصدد .

هنا على قيادتنا في الإنتقالي الثّبات على موقفها في المتابعة اللحوحة للقضايا المثارة ، وأن لايكون هذا الإجراء بمثابة فورة حماس ٱنية وتنتهي الى لاشئ ، كما وعليها أن لاتغرق أو تنشغل في قضايا أخرى جانبية تُشغلها عن الإنتهاء تماماً من هذه القضايا الملحة للشعب ، والأهم عليها طرح البدائل المفترضة لإستمرارية أداء هذه الأجهزة الخدمية الحيوية المرتبطة بالشعب ، إذ ربما وربما ..

بأمانه ، كان التوقيت مثالياً جداً لطرح هذه القضايا على الطاولة وعلى أعين الملاء ، لأنه من غير المنطقي أنّ هناك دعوماتٍ خارجية قُدمت من دول عدّة لمجابهة الكوارث التي حاقت بعدن ، وثمة موازنات مرصودة ، وايضاً هناك مبالغ مالية كبيرة قدمت للمديريات لمجابهة تبعات هذه الكوارث ، وكل هذا لم يظهر أي نتائج جدية أو ملموسة على الأرض ! ولذلك بالضرورة أن تكون خواتيم ونتائج هذه التحقيقات جدية وصارمة ، وفي الوقت عينه أن تكون منصفة وعادلة .. أليس كذلك ؟!

✍ علي ثابت القضيبي
الخيسه / البريقه / عدن .