الحقيقة دون تزييف

بعد أن وصلتنا خلال اليومين الماضيين عدة رسائل وشكاوى من مواطنون في العاصمة الجنوبية عدن عن شائعات مغرضة هدفها نسف النسيج الاجتماعي الجنوبي، بالإضافة إلى إرباك الأوضاع، ووضع المواطن في دائرة الشك، والتخوف، كان لزامًا التحري، وعرض الحقيقة على المواطنين دون تزييف.

وتمثلت تلك الشائعات في شائعتين، الأولى "تشريح جثة دكتور، وتبين أن وفاته بسبب التسمم وليس كورونا"، والثانية تتمثل في "مداهمة شقة تاجر يدعى الخولاني، والعثور على كميات من السموم"، وفي حقيقة الأمر أن الشائعتان لا صحة لهما اطلاقًا، وانهما صادرتان من مطابخ إعلامية تابعة لأعداء الجنوب وشعبه هدفهما اقلاق سكينة المواطنين.

ونسرد تفاصيل الحقيقة في الشائعتان كلٌ على حده:
* * *

*الشائعة الأولى:
-فيما يخص الشائعة الأولى، والمتمثلة بـ "تشريح جثة دكتور، وتبين أن وفاته بسبب التسمم وليس كورونا"، فبعد تواصل حثيث مع عدد من الأطباء تم نفي تلك الشائعة جملةً وتفصيلا، وأكدوا أن الدكتور المتوفي (اتجنب ذكر الاسم احترامًا للميت رحمه الله تعالى)، توفي جراء اصابته بكورونا.. حيث أكد الدكتور وسيم الكلدي، رئيس الملتقى الصيدلاني العلمي بعدن أن الوفاة بسبب متلازمة الجهاز التنفسي (كورونا كوفيد 19).

وقال، خلال تواصلنا معه،: "ترددت في اليوميين الماضيين شائعات كثيرة وتناقلها الناس وصدقها الكثير من ضمنها نظريات المؤامرة، وأبر سامة كانت سبب في وفاة كبار أطباء عدن، وللأسف كلها شائعات كاذبة".

ويضيف: "الأطباء توفوا بمتلازمة الجهاز التنفسي (كورونا كوفيد 19)، والبعض منهم ظل يعاني أيام طوال قبل أن ينهار جهازه التنفسي ويتوفاه الله".

وليتم التأكد أكثر، تواصلنا مع الدكتور عبود ناصر الذي أكد أن تلك: "الأخبار غير صحيحة، وهي من مطابخ الاحتلال الشمالي"، حد تعبيره.

وقال: "تواصلت مع رئيس النيابة في عدن طه مصطفى، وأكد عدم صحة الأخبار تلك".

وأضاف: "أيضًا أكد لي دكتور في كلية الطب بعدن عدم وجود أجهزة تشريح حاليًا".

والفقرة الأخيرة في حديث الدكتور عبود ناصر، مهمة للغاية، والمتمثلة بعدم وجود أجهزة تشريح في عدن حاليًا.
* * *

*الشائعة الثانية:
-أما فيما يخص الشائعة الثانية، والمتمثلة بـ"مداهمة شقة تاجر يدعى الخولاني أو الهمداني (لا يهم الاسم)، والعثور على كميات من السموم بعدن"، فقد نفت إدارة أمن العاصمة الجنوبية عدن نفيًا قاطعًا صحة تلك الأخبار المتداولة، وقد جاء النفي على لسان السكرتير الإعلامي لإدارة أمن عدن الأخ خالد السنمي عبر صفحته الشخصية (فيسبوك).

حيث طمئن السمني بالقول: "نطمئن الجميع بأن الخبر عار عن الصحة، والصور قديمة تم نشرها قبل سنوات.. وقوات الأمن بعدن لم تُنفذ أي مهمة، ولم تقبض على أي أشخاص بحوزتهم سموم".

ووجه رسالة للإعلاميين مفادها: "نتمنى من الزملاء الإعلاميين والنشطاء توخي المصداقية، وعدم الانجرار خلف الشائعات التي تخدم العدو، ونشير في الوقت ذاته إلى أن تلك الأخبار تخدم العدو الذي يريد أن يرعب سكينة المواطنين في عدن".

بدورنا، قمنا بأجراء مزيد من البحث، واتضح أن تلك الصور التي نُشرت على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي تعود بعضها إلى تاريخ 18 يونيو / حزيران 2014م، عندما قامت الوكالة الوطنية للتصرف التونسية (قارة أفريقيا) بالتخلص من حوالي 2000 طن من المبيدات التالفة في اطار البرنامج الافريقي لازالة المبيدات التالفة بتونس.

*أخيرًا..
أوجه رسالة إلى جميع المواطنين بعدم تصديق الشائعات التي تُنشر في وسائل التواصل الاجتماعي، والهادفة إلى اقلاق سكينتكم، ويجب الحرص على استقاء المعلومات من المصادر الرئيسية، ويعتبر موقع المجلس الانتقالي الجنوبي، ومتحدثه الرسمي المهندس نزار هيثم مصدران رئيسيان لأي أحداث تدور في عاصمتنا الجنوبية الحبيبة عدن.

كما أود التأكيد أن الأعداء يحاولون صرف انتباه المواطنين من حقيقة وجود جائحة كورونا في عدن خاصة، والجنوب عامة، لا سيما بعد أن شعروا بأن المواطنين بدأوا فعليًا بتطبيق التدابير الوقائية والاحترازية لمواجهة هذا الوباء الفتاك.

لا يجب أن نقلق من كورونا كثيرًا، لكن يجب علينا كثيرًا الالتزام بتطبيق التدابير الوقائية والاحترازية، والتباعد الاجتماعي، وتجنب التجمعات البشرية.

وأهم تدبيران وقائيان هما (غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار، وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى).

فيما رسالتي الأخرى للأخوة الصحافيين والإعلاميين، واخص بالذكر الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي: "يجب علينا استشعار المسؤولية، وعدم نشر الشائعات إلا بعد التأكد منها ألف بالمائة".