خربشات على جدار الجائحة

لست طبيبا ، ولا ثقافتي الطبية والصحية تسمح لي أن أكتب في هذا الشأن ، كلاما علميا معتبرا وحاسما ، ولكنها ملاحظات جاءت من خلال ملاحظة ومتابعة وخبرة، ولكم أن تسموها خربشات كما سميتها ، على جدار هذه الجائحة السميك الذي نحاول بكل قوة ، أن نخترقه ويحاول العالم كله ذلك، على طريق زعزعته ونسفه في اليم، بعون الله تعالى.

نحن في عدن وسائر محافظات الجنوب نواجه جائحتين في وقت واحد : جائحة كورونا العالمية وجائحة شرعية الإخوان وإرهابهم ومن لف لفهم من أشقياء الجنوب وعربان قطر ، وعلوج انقرة.

تم الإعلان عن الجائحة الثانية حين تأكدوا من وصول الجائحة الأولى إلى عدن ولعلهم ساعدوا في إدخالها إلى البلاد ، من خلال المنافذ التي يجبونها ولا يحمونها ويحرسونها .

اما الجائحة الثانية فليست وليدة اللحظة ، فهي متربصة بالجنوب منذ تركنا عدن وطلعنا صنعاء مهاجرين من غير أن نجد هنالك الأنصار من قبائل الأوس والخزرج رضي الله عنهم، بل وجدنا بني قينقاع وبني قريظة، كانوا لنا بالمرصاد .مع الاعتذار لأهل صنعاء الطيبين ، فنحن نقصد هنا الطبقة السياسية والقبلية والعسكرية المتنفذة، وليس المواطنين بشكل عام .

وفي ليلة واحدة أعلنوا في مسائها عدن مدينة موبوءة، وهم أشد عليها من اي وباء ، وفي سحورها فجروا الوضع مهاجمين دفاعاتنا الباسلة في الشيخ سالم ، الذي اعتبرته قناة الجزيرة، قائدا جنوبيا مدعوما اماراتيا، وأعلنت ، مقتله مثلما أعلنت من قبل استسلام الشيخ عثمان خلال أحداث سابقة في عدن .

في إحدى روايات حنا مينا رحمه الله ، كان الفارسان في صراع عنيف فزلت رجل أحدهما فسقط وتدحرج، فأشاح خصمه وجهه عنه، وتغافل عنه حتى نهض، وعاد إلى ساحة الصراع من جديد ، كان بإمكان خصمه أن يجهز عليه اثناء سقوطه وتدحرجه ، لكنها أخلاق الرجال وأخلاق الصراع.

ولكن من أين لهؤلاء الاخونجية المرتزقة أخلاق رجال او أخلاق صراع وحرب .

احبتي في عدن وفي كل محافظات الجنوب الحبيب ، جائحة الكورونا أصبحت امرأ واقعا في بلادنا ويجب مواجهتها بحزم وعزم، كما ينبغي كلّ من موقعه، رسميا وشعبيا ومدنيا وعلى المستوى الفردي، بعيدا عن الإشاعات و الخزعبلات التي تسعى إلى خلط الأوراق وتشكيك الناس وتتويههم وسلبهم إرادتهم وتوازنهم وبوصلتهم، خدمة للجائحة الثانية التى طوعت الأولى لمصلحتها الشيطانية.

هؤلاء القوم يقاتلون عبر مطابخهم الإعلامية ، وليس في ميادين القتال الحقيقية ، وقد أضحى الشعب يعرفهم على حقيقتهم بعد أن ضللوه سنين بهذا الدجل الذي تفننوا فيه وصارت لديهم تراكمات خبرة في هذا الشر، ونعوذ بالله من بعض العلم ، بل من تسخير كل علم ضد الإنسان من غير حق.

بعض هذه الخزعبلات الإعلامية تظهر الحرص على عدن والجنوب وتتهم أعداء الجنوب بأنهم السبب المباشر لكثره الموتى ، في عدن وغيرها، هم يريدون ذلك ويتمنونه ولكنهم ليسوا قادرين على فعل كل ما يملي عليهم الشيطان ، ولكن لهذه الإشاعات خطرة على مواجهة الجائحتين معا، فرجالنا في الجبهات حين يصلهم هذا المكر الذي يصور اهلهم في خطر، يؤثر في نفسياتهم ويضعف من معنوياتهم ، لاسيما أن شبكة التواصل الاجتماعي تخترق كل المواقع والثكنات و ساحات المعارك .

إن بعض هذه الإشاعات تنطلي علينا نحن ونحن مثقفون واكاديميون نظراً للتعامل التلقائي ضمع هذه المنشورات المسمومة التي صارت كأنها مسلمات من كثرة نشرها وانتشارها .

فكيف إذا جاءنا المسيح الدجال وأظهر قدراته الخارقة، ومعجزاته الفارقة الفارغة، فهل نكفر بالله تعالى ونصدقه مع أن ديننا يحذرنا منه ويدعونا للاستعاذة منه في كل حين ؟؟ فما هذه الخزعبلات إلا مقدمة لظهور الدجال قاتله الله.

فبالعقل أيها الأحبة والفهم والموازنة بين الأمور ، نستطيع أن نفكك أي دعايات وشعوذات تريد إضعافنا وهزيمتنا في مواجهة خطر الفيروسات الطبيعية العابرة للقارات، وخطر الفيروسات البشرية الحقيرة العابرة للحدود. وكذا العودة إلى الجهات الرسمية العليمة بهذه الشؤون.

لا ننسى أخيرا ونحن نطوي سطور هذه المقالة أن نناشد الأشقاء في التحالف العربي، المملكة والإمارات أن ينقذوا عدن خاصة من هذه الكارثة ، فوضعها لا يسر عدوا ولا صديقا.

إننا نخوض معركة وجود وبقاء وعزة وكرامة وحرية. فسددوا وقاربوا يرحمني ويرحمكم الله.

خواتم خير وعافية وفتح قريب بعون الله تعالى.

د عبده يحيى الدباني.