همس اليراع

يا عقلاء أبين

عيد مبارك وكل عام وأنتم بخير.

لا يمكن لأيٍ كان أن يقول أنه سعيدٌ بأخبار القتل والجرح والقصف والتفجير والتدمير على ارض ابين الحبيبة، إلا من كان مختلاً نفسيا وعقليا.
القتل جريمة وقتال أبناء الأرض الواحدة والجلدة الواحدة جريمة مضاعفة.

من أشعل حرب ابين ومن أجل ماذا؟ ما المكسب الذي يبحث عنه من أشعلوا هذه الحرب في أجواء الكوارث المرضية والبيئية والجاذحة العالمية ؟
لماذا على أحدكم أن يقاتل الآخر أو يقتله؟ لقد دعونا منذ اليوم الأول للجلوس على طاولة حوار صادق ومفتوح لا يتدخل فيه الغزاة والباحثون عن الغنائم، وقلنا أن ما لا تنجح الفكرة في معالجته لن تعالجه البندقية على الإطلاق، قلنا إن الجنوب لكل أبنائه بغض النظر عن أهدافهم السياسية التي لن تتحقق بالقوة.

قلنا أن الاختلافات السياسية لن تلغيها الحروب، ولا يجب أن تلغى أصلا لأنه سنة الحياة.

قلة قليلة أصرت على أن لا تعيش إلا متحكمة على رقاب الناس وعلى البقية الخضوع لها، َراحت تبحث في النفايات عن مبررات لإشعال حرب تمريرا لأجندة خارجية، لا تضمر للجنوب خيرا.

ليس هذا وقت المعاتبة، لكنه يمكن أن يكون وقت المراجعة.

الدعوة إلى التصالح والحوار ليست ضعفاً، لكنها تنطلق من حرص على الأرواح والدماء والتأسيس لمستقبل يقوم على الوئام والتعايش.
والتحريض على الحرب والقتل ليس شجاعةً، بل انسياقاً وراء مخطط لتفكيك الجنوب وتمزيق ابنائه وإغراقهم في مستنقع الضغائن ليسهل الإجهاز عليه وعليهم.

ماذا تنتظرون أكثر مما جرى من سفك للدماء وإزهاق للأرواح.

أنا حزين لكل نفس أزهقت ولكل قطرة دم سالت، بغض النظر عن موقع صاحبها من الصراع لأن القتيل والقاتل أخوان.

عودوا إلى أهلكم واقضوا أيام العيد معهم ودعوا أصحاب "المفسدة الكبرى والمفسدة الصغرى " يواصلوا مفاسدهم بأنفسهم ولا تكونوا أدواتهم.
دعوة من القلب ليس وراءها من مقصد سوى حب محافظتي الحبيبة أبين وأهل ابين وكل الجنوب.

إما أبناء الشمال فلي معهم وقفة أخرى , هل أستطيع في العام القادم أن اقول لكم كل عام وأنتم بخير إن أطال الله في العمر.