الحوثي يرد على مفاوضات غريفيث بإطلاق الطائرات المسيرة

الاثنين 1 يونيو 2020 20:01:38
الحوثي يرد على مفاوضات غريفيث بإطلاق الطائرات المسيرة

ردت المليشيات الحوثية على المفاوضات غير المباشرة التي يجريها معها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بإطلاق الطائرات المسيرة على المملكة العربية السعودية التي أعلنت من جانبها وقف إطلاق النار منذ الثامن من إبريل الماضي، وهو ما يعني أن العناصر المدعومة من إيران مازالت غير جادة في الوصول إلى التهدئة وأنها تمضي في استهلاك الوقت من أجل استمرار خروقاتها واستهدافها اليومي للمدنيين.

ويرى مراقبون أن العناصر المدعومة من إيران لن تستجيب إلى ما يطرحه المبعوث الأممي، وأنها تتلقى تعليماتها بالأساس من طهران التي من جانبها تحاول جني مزيد من المكاسب في ظل انشغال المجتمع الدولي بمواجهة جائحة كورونا، كما أن الضغوطات الأمريكية التي كانت تمارس عليها خفتت مع المشكلات الداخلية في الولايات المتحدة، وأن الانشغال بانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة لن يدفع الحوثي أو إيران للتراجع في اليمن حتى وإن كان هناك مواقف شكلية توحي بأنها ماضية في السلام.

ويذهب البعض للتأكيد على أن حالة التقارب الحالية بين المليشيات الحوثية ومليشيات الإخوان المهيمنة على حكومة الشرعية تجعلها لا تسعى لوقف إطلاق النار بالأساس لأنه لا يوجد ضغط عليها في الجبهات باستثناء الضالع والحديدة، وأنها تتواجد بكثير من الراحة في باقي مناطق نفوذها من دون أن تتعرض لأي مضايقات من قبل مليشيات الشرعية التي تسعى لأبرام صفقة تبادل أسرى ثنائية مع الحوثي في ظل زيادة الإصابات بفيروس كورونا في السجون.

وتسعى المليشيات الحوثية لاستغلال عدم قدرة المبعوث الأممي لزيارة قياداتها في صنعاء والضغط عليهم بشكل مباشر، وبالتالي فإنها لن تستجيب لنداءات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في الوقت الحالي، بل أنها سوف تسعى للتغطية على الكوارث الإنسانية التي ترتكبها في مناطق نفوذها جراء تزايد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا من خلال التصعيد العسكري الذي تثبت من خلاله قوتها على الأرض، ولعل ذلك ما كان دافعاً لإطلاق الطائرات المسيرة باتجاه المملكة العربية السعودية مؤخراً من دون أن يكون هناك سبب مقنع لهذا الفعل سوى إنها لا ترغب في وقف إطلاق النار.

واعترض التحالف العربي، صباح اليوم الاثنين، طائرتين مسيرتين أطلقتهما مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران.

وقال المتحدث باسم التحالف العربي، العقيد الركن تركي المالكي، إن قوات التحالف أسقطت طائرتين بدون طيار، أطلقتهما المليشيا الحوثية الإرهابية، باتجاه مدينة خميس مشيط، جنوب المملكة العربية السعودية.

ولفت إلى أن المليشيا الحوثية تواصل انتهاك القانون الدولي الإنساني، بإطلاق الطائرات بدون طيار، واستهدافها المتعمد للمدنيين، والتجمعات السكانية.

يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه المبعوث الأممي لليمن، مارتن غريفيث، اليوم الاثنين، عن استمرار المفاوضات للاتفاق على وقف إطلاق النار، من دون أن يعلن مدى تطورها وإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأنها في الوقت الحالي من عدمه.

وقال غريفيث في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، إن المفاوضات تشمل عدة إجراءات إنسانية واقتصادية لدعم قدرة اليمن على مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، والاستئناف العاجل للعملية السياسية.

وفي وقت سابق، أشارت مصادر مطلعة إلى أن الأمم المتحدة ترتب لعقد ما يطلق عليه "اجتماع أزمة" بين الشرعية والحوثيين خلال الأيام المقبلة وذلك للتوقيع على المبادرة التي طرحها المبعوث إلى اليمن مارتن جريفيث، لوقف الحرب في عموم المحافظات اليمنية وإطلاق عملية سلام واسعة، غير أن ذلك لم يجري على الأرض حتى الآن.

وبحسب المصادر ذاتها فإن المبادرة تحتوي على عدة بنود أبرزها: تثبيت وقف إطلاق نار دائم باليمن، واتخاذ خطوات بناء ثقة تتمثل في إطلاق المعتقلين والأسرى وفتح الممرات الإنسانية ودفع المرتبات، والانتقال بعدها إلى مفاوضات السلام السياسية الشاملة بمشاركة مختلف الأطراف.