كورونا وأطفال اليمن.. أجساد منهكة تدفع الكلفة الباهظة

الأربعاء 3 يونيو 2020 20:03:32
 كورونا وأطفال اليمن.. أجساد منهكة تدفع الكلفة الباهظة

منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية، في صيف 2014، دفع الأطفال ثمنًا باهظًا بسبب الجرائم التي ارتكبها هذا الفصيل الموالي لإيران.

وأصبحت جائحة كورونا عنوانًا لمزيد من المعاناة تطرق الأبواب على النحو الذي يُكلِّف الأطفال مزيدًا من الكلفة الباهظة.

منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" دقّت ناقوس الخطر بشأن أطفال اليمن في ظل تفشي وباء كورونا في خضم البيئة الصحية شديدة الترهُّل التي غرست المليشيات الحوثية بذورها.

ووصفت منظمة "يونيسف" الفرق الصحية المتنقلة بأنها شريان الأساس للحياة في اليمن.

وقالت في تغريدة على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إنه مع إحكام وباء كورونا قبضته، فإنه لا يجب نسيان أو تجاهل أطفال اليمن.

ويبدو أنّ أطفال اليمن على موعدٍ مع كلفة باهظة يتكبّدونها في المرحلة المقبلة، في ظل جائحة كورونا التي تنذر بانفجار الوضع الملتهب أصلًا.

وقبل أيام، حذّر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، من أن فيروس كورونا يدفع المزيد من الأطفال في اليمن إلى خطر التعرض لسوء التغذية الحاد.

وقال البرنامج الأممي، في بيان، اليوم الجمعة، إنّ أي زيادة في أعداد الأطفال المرضى بسوء التغذية، يعد أزمة كارثية.

وفي وقتٍ سابق، حذَّر المكتب المحلي لبرنامج الغذاء العالمي، من تسبب تأثيرات وباء كورونا في الدفع بالمزيد من الأطفال نحو سوء التغذية الحاد.

وشدّد على أنه يواصل تقديم الدعم للعديد من الأطفال، خاصةً من يعمل البرنامج على توفير المكملات الغذائية الخاصة لهم.

أطفال اليمن ليسوا في حاجة إلى مأساة أكبر في ظل وضعهم المعيشي البشع، لكنّ فيروس كورونا جاء كـ"الغول" الذي قد يلتهم الجميع، لا سيّما الأطفال.

وما يعزِّز من هذا الوضع البائس، أنّ المليشيات الحوثية سقطت في مواجهة فيروس كورونا، وقد خرجت الأمور عن السيطرة، حسبما توثّق التقارير والأرقام التي تُظهر حضورًا طاغيًّا لجائحة كورونا في مناطق سيطرة الحوثي.

ومؤخرًا، كشفت منظمة الصحة العالمية في بيان لها، عن تلقي قرابة 10 آلاف طفل يعاني من سوء تغذية حاد خدمات علاجية منها.

وقالت المنظمة إنّها تعمل باستمرار على ضمان توفير علاج سوء التغذية للأطفال في اليمن.

وتكشف إحصائيات صادرة عن الأمم المتحدة عن حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي صنفتها الأسوأ عالمياً، حيث يواجه اليمن أكبر أزمة أمن غذائي في العالم، ويعيش حوالى 20 مليون شخص في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.

وكذلك، كشفت وثيقة الاحتياجات الإنسانية التي أعدتها المنسقية الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا" أنّ نحو مليوني طفل و1,5 مليون امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد، كما تواجه حاليًّا 127 مديرية من أصل 333 مديريةً مخاطر متزايدة بالانزلاق إلى المجاعة تصل إلى أكثر من 60٪ من عدد السكان.

ومع ارتفاع سوء التغذية الحاد، تزداد مخاطر تعرض الأطفال للوفاة، كما يؤثر ذلك سلباً على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية وبالتالي يسبب انخفاض إنتاجيتهم عند دخولهم سوق العمل في المستقبل، ولذلك بات سوء التغذية خطرًا محدقًا بحياة الأطفال اليمنيين.

وتكشف تقارير أممية أيضًا، أنّ ثلاثة من كل خمسة أطفال بعمر يتراوح بين 5 إلى 69 شهرًا سيعانون من سوء التغذية الحاد في العام الجاري، بينما 2,5 مليون امرأة حامل ومرضعة ومسؤولات عن رعاية أطفال دون الثانية من العمر يحتجن إلى استشارات ونصائح حول أساليب الطعام وتغذية المواليد وصغار السن بعمر يوم إلى 23 شهرًا.

كما أنّ هناك 1,8 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "المعتدل"، و500 ألف طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "الوخيم"، و1,5 مليون طفل دون الثانية من العمر يحتاجون إلى مكملات غذائية دقيقة، كما أنَّ عشرة ملايين امرأة مرضعة وحامل يعانين من سوء التغذية الحاد و5 ملايين طفل دون سن الخامسة بحاجة إلى مكملات فيتامين (أ).